1927: Mukhtarat Qisasiyya Li Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Noocyada
2
والطول في حدود متر واحد فقط يزيد قليلا أو ينقص قليلا، والوزن طبقا للطبيب تشاك، من عشرين إلى ثلاثين رطلا، ويقول إنه من النادر العثور على كابا عملاق يصل وزنه إلى خمسين رطلا. ثم في منتصف الرأس هناك صحن بيضاوي، وتزداد صلابة هذا الصحن تدريجيا مع زيادة العمر، وفي الواقع فإن ملمس صحن باغ العجوز يختلف تمام الاختلاف عن صحن تشاك الشاب، ولكن الأمر الأعجب هو بالتأكيد لون بشرة الكابا. إن حيوانات الكابا ليس لها لون محدد مثلنا نحن البشر، ولكن لون بشرتها يتغير ليصبح نفس اللون المحيط بها، مثلا لو كانت موجودة وسط الأعشاب يتغير لونها إلى لون الأعشاب الأخضر، وعندما تكون موجودة فوق الصخور يتغير لونها للون الصخور الرمادي، ولكن هذا بالطبع لا يقتصر على الكابا، ولكن الحرباء أيضا لها نفس الصفة، وربما كان الكابا يمتلك فوق خلايا الجلد شيئا قريبا من الحرباء، وعندما اكتشفت تلك الحقيقة، تذكرت وثائق علم الفولكلور التي تذكر أن الكابا في غربي البلاد خضراء اللون والكابا في شمالي شرقي البلاد حمراء اللون، ليس هذا فقط، ولكنني تذكرت كذلك أنني عندما كنت أطارد باغ كان أحيانا يختفي فجأة عن الأنظار ولا أعلم أين ذهب، بل ويبدو أن الكابا يمتلك دهونا سميكة تحت الجلد، ومع أن درجة حرارة هذه البلاد تحت الأرض منخفضة نسبيا (متوسط درجة الحرارة في العام في حدود 15 درجة مئوية)، إلا أنهم لا يعرفون شيئا عن ارتداء الملابس. وبالتأكيد، يضع الكابا نظارات طبية ويحملون علب سجائر، ويحلمون حافظات نقود، ولكن لأن الكابا له جراب بطني مثل حيوان الكانغر فهم لا يعانون من مشاكل من حمل تلك الأشياء، ولكن الأمر الذي أدهشني أنا، أنهم لا يغطون ما حول الخصر بأي شيء، وفي أحد الأوقات سألت باغ عن سبب هذه العادة، وعندها ظل باغ يضحك بلا توقف وهو يحني ظهره للخلف، علاوة على ذلك قال لي: «إنني أرى أن إخفاءك أنت هو الغريب.»
4
حفظت تدريجيا كلمات الحوار اليومي التي يستخدمها الكابا. وبالتالي بت أفهم عاداتهم وتقاليدهم، وأعجب تلك الطباع الغريبة هي أن الكابا تسخر من الأمور التي نعتقد نحن البشر في جديتها، وفي نفس الوقت تعتقد الكابا بجدية الأمور التي نسخر منها نحن البشر، مثلا العدالة والأخلاق الإنسانية نراها نحن البشر أمور جدية، ولكن عندما يسمع الكابا ذلك يضحك حتى يستلقي على الأرض من شدة الضحك. بمعنى أن معايير الفكاهة لديهم تختلف اختلافا كاملا عن مفهوم الفكاهة لدينا. في مرة من المرات تحدثت مع الطبيب تشاك عن تحديد النسل. وعندها ضحك تشاك بشدة فاغرا فاه حتى سقطت النظارة من على أنفه، ولأنني بالطبع غضبت بشدة فقد سألته عما يضحكه، وأتذكر أن إجابة تشاك كانت على الأغلب كما يلي، ربما اختلفت بعض التفاصيل البسيطة، فعلى أي حال وقتها لم أكن أستطيع فهم لغة الكابا فهما تاما: «من المضحك التفكير في الأمر من موقف الأبوين فقط؛ لأن ذلك في منتهى الأنانية.»
ومقابل ذلك ما من شيء في الواقع أعجب من ولادة الكابا بالنسبة لنا نحن البشر، وعلى أرض الوقع بعد مرور فترة بسيطة ذهبت إلى كوخ باغ لمشاهدة ولادة زوجته. إن أنثى الكابا عندما تلد طفلا مثل البشر تماما، أي إنها تستعين بطبيب توليد وقابلة، ولكن عند وقت الولادة يضع الأب فمه على العضو التناسلي للأم وكأنه يتحدث في الهاتف، ويسأل بصوت عال: «فكر جيدا في الأمر ثم أجب: هل تريد حقا أن تولد في هذا العالم؟» وكما هو متوقع جثا باغ أيضا على ركبتيه وكرر ذلك القول عدة مرات، ثم بعد ذلك تمضمض بالمطهر السائل الموضوع فوق المنضدة، ثم أجاب الطفل الذي داخل بطن الأم الذي بدا متحيرا قليلا بما يلي بصوت منخفض: «إنني لا أريد أن أولد، فأولا جينات مرض الجنون التي يحملها أبي ستكون معاناة شديدة، وعلاوة على ذلك أنا أؤمن أن وجود الكابا ذاته وجود شرير.»
عندما سمع باغ ذلك الرد، حك رأسه خجلا، ولكن القابلة التي كانت حاضرة الموقف، أدخلت على الفور أنبوبا زجاجيا غليظا في مهبل الزوجة وحقنتها بسائل ما، وعندها أطلقت الزوجة زفرة غليظة وكأن قلبها اطمئن، وفي نفس الوقت تقلص بطنها الذي كان منتفخا انتفاخا كبيرا حتى ذلك الوقت مثل بالون نزع منه غاز الهيدروجين.
ولأنه قادر على مثل هذا الرد، فالكابا بمجرد ولادته يستطيع الكلام والمشي فورا، بل لدرجة أنه طبقا لما قاله تشاك فقد ألقى طفل محاضرة عن وجود الإله من عدمه في اليوم السادس والعشرين من ميلاده، ولكن هذا الطفل مات في الشهر الثاني فقط من ولادته.
وبمناسبة أنني تحدثت عن الولادة، دعني أتحدث لك عن ملصق دعائي كبير الحجم رأيته صدفة على قارعة الطريق في الشهر الثالث من مجيئي لهذه البلاد. في أسفل ذلك الملصق الدعائي الكبير رسم كابا عددها بضعة عشر حيوانا، منها من ينفخ في بوق، ومنها من يمسك بسيف، وفوق الرسم صفت حروف ملأت الصفحة من تلك التي يستخدمها الكابا وتشبه بالضبط زنبرك الساعة الحلزوني، وعند ترجمة تلك الحروف الحلزونية، نجد معناها على الأغلب كما يلي، وتلك الترجمة أيضا ربما بها بعض الأخطاء في التفاصيل الدقيقة، ولكنني على أي حال كتبت في مذكرتي كل ما قرأه لي الطالب الذي يدعى لاب الذي كان يمشي معي وقتها:
نجمع ونحشد لقوات الشجاعة الجينية!
أيها الكابا الأصحاء ذكورا وإناثا!
Bog aan la aqoon