Xulashada Sheekooyinka Gaagaaban
مختارات من القصص القصيرة
Noocyada
رد الغريب ساحبا الكرسي الذي أشارت إليه: «سعيد أني أثرت اهتمامك. كنت بالفعل أرغب في ذلك.»
ردت الآنسة كايت: «أنت فتى جريء للغاية.» ثم أخفضت مروحتها من أجل النظر بخبث من فوق حافتها، وعندئذ التقت عيناها لأول مرة بعيني الغريب اللتين كانتا تنظران إلى عينيها. وحينها اختبرت الآنسة كايت الشعور العجيب نفسه الذي بث الاضطراب في نفس السيدة بنيتشيري قبل ساعة أو أكثر، عندما أقدم الغريب لأول مرة على الانحناء لها. وبدا للآنسة كايت أنها لم تعد المرأة التي تثق أنها كانت ستراها إذا ما نهضت عن كرسيها وتحركت نحو المرآة المتسخة المعلقة فوق رف المدفأة الرخامي، بل امرأة أخرى، مبتهجة تشع عيناها حيوية ونشاطا وتدنو من منتصف العمر، لكن لا تزال حسنة المظهر على الرغم مما اعترى بشرتها من ذبول وخصلات شعرها البني من ضعف. وشعرت بموجة من الغيرة تجتاحها؛ فتلك المرأة المتوسطة العمر بدت لها إجمالا أكثر جاذبية. كانت تعكس قدرا من رجاحة العقل وحسن الأخلاق وسعة الأفق، يجعل المرء ينجذب إليها غريزيا. إنها امرأة لا تقيدها - مثل الآنسة كايت نفسها - الحاجة للظهور بمظهر فتاة يتراوح عمرها بين الثامنة عشرة والثانية والعشرين؛ كان المرء يشعر أن في وسع تلك النسخة الأخرى من الآنسة كايت التحدث بمنطق واضح، بل بذكاء متقد. إنها امرأة لطيفة بمعنى الكلمة، وتلك حقيقة لم يسع الآنسة كايت، وإن كانت تشعر بالغيرة، إنكارها. وقد تمنت الآنسة كايت من أعماق قلبها لو لم تر قط تلك النسخة الأخرى منها. فصورتها الخاطفة تركتها شاعرة بالاستياء من نفسها.
استأنف الغريب المحادثة قائلا: «أنا لست فتى، ولا أريد أن أكون من النوع الجريء.»
ردت الآنسة كايت: «أعرف ذلك. إنها مجرد ملاحظة سخيفة. لا أعرف لم قلتها. يبدو أنني أصبحت عجوزا حمقاء.»
ضحك الغريب. وقال: «قطعا أنت لست عجوزا.»
ردت الآنسة كايت بحدة: «عمري تسعة وثلاثون عاما. لا أظنك تراني في ريعان الشباب؟»
أصر الغريب على رأيه قائلا: «أرى أنك في مرحلة عمرية رائعة؛ فأنت لم تتقدمي في العمر إلى حد يفقدك بهجة الشباب، لكنك بلغت من كبر السن ما يكفي للتحلي بالتعاطف.»
ردت الآنسة كايت: «أوه، جميع الأعمار جميلة في نظرك على ما أعتقد. سأخلد إلى النوم.» ثم نهضت. وكانت مروحتها الورقية قد انحلت دون أن تدري كيف. فألقت أجزاءها في المدفأة.
قال الغريب متوسلا: «لا يزال الوقت مبكرا، كنت أتطلع للتحدث إليك.»
ردت الآنسة كايت: «حسنا فلتستمر في التطلع إذن. تصبح على خير.»
Bog aan la aqoon