Xulasho Sheekooyinka Ingiriisiga
مختارات من القصص الإنجليزي
Noocyada
فترددت لحظة ثم قالت: «لا ندري تماما.»
قلت: «ومتى تذهبين إلى باريس؟ إذا ركبت قطار الساعة الرابعة فإنه يكون من دواعي سروري أن أكون في خدمتك في هذه الرحلة.»
قالت: «لا أظن أننا سنفعل ذلك فإن ابن عمي يرى أن أبقى هنا بضعة أيام.»
فقلت: «أوه » ولبثت خمس دقائق لا أنبس بحرف. وكنت أتعجب لابن عمها هذا ماذا يبغي من وراء ذلك؟ وأدرت عيني في الشارع وأرسلت لحظي فيه إلى آخر مدى البصر، ولكني لم أر أحدا يمكن أن يعد أمريكيا ذكيا من طلاب الفنون. وأخيرا سمحت لنفسي أن ألاحظ أن الهافر ليس بالمكان الذي يختاره من يطوف في أوروبا ليتلبث فيه ويعجب به. فما هو بأكثر من استراحة، ومعبر ومجاز ينبغي أن ينفذ منه المرء بسرعة، ونصحت لها أن تسافر إلى باريس على قطار العصر، وأن تتسلى في أثناء ذلك بالركوب إلى القلعة القديمة عند مدخل الميناء، ذلك البناء الدائر الجميل الذي يحمل اسم فرنسيس الأول ويبدو للعين كأنه قصر صغير من قصور سنت أنجلو.
وكانت تصغي بعناية، ثم بدا عليها الجد وهي تقول: «أخبرني ابن عمي أنه بعد عودته سيحدثني في أمر خاص، وقال إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا أو نقرر أمرا إلا بعد أن أستمع إلى ما عنده، ولكني سأحمله على الإسراع في إخباري، ثم نذهب بعد ذلك إلى القلعة القديمة. ولا داعي للتعجيل بالسفر إلى باريس، فإن الوقت فسيح.»
وكانت تبتسم بشفتيها الرقيقتين الحادتين قليلا وهي تقول هذا، ولكني كنت أتفرس في وجهها، فلمحت طيفا من الخوف في عينيها.
وقلت: «لا تقولي إن هذا الرجل التعس سيفضي إليك بأخبار سيئة!»
قالت: «أحسب أنها ستكون سيئة قليلا، ولكني لا أعتقد أنها سيئة جدا. على كل حال لا بد من الاستماع.»
فنظرت إليها هنيهة ثم قلت: «ما أظنك جئت إلى أوروبا لتصغي إليه أو لغيره، إنما جئت لتنظري!»
وأيقنت أن ابن عمها سيعود، ما دام أن لديه أخبار سوء يريد أن يطلعها عليها فلا بد أن يرجع. وسألتها عن البلدان التي تنوي أن تزورها، فألفيتها قد رتبت رحلتها على أدق نحو، وسردت لي أسماء البلاد بلهجة الجد، فهي ستذهب من باريس إلى ديجون وأفينيون، ومن ثم إلى مارسيليا وطريق الساحل «الكورنيش» ثم إلى جنوة، وسبيزا، وبيزا، وفلورنسة، ورومية. ويظهر أنه لم يخطر لها قط أن في السفر وحدها وبلا رفيق أي عناء، ولما كان لا رفيق لها؛ فقد حرصت على اجتناب إقلاقها أو إضعاف شعورها بالاطمئنان والثقة.
Bog aan la aqoon