Xulasho Sheekooyinka Ingiriisiga
مختارات من القصص الإنجليزي
Noocyada
5
على خيول صناعية زاهية السرج، وبأيديهم حراب طويلة محلاة بأشرطة مختلفة الألوان، وكان آخرون منهم يروحون ويجيئون وينشرون المطارف الأرجوانية أمام الثور، فإذا هجم عليهم قفزوا خفافا من فوق السور. أما الثور فكان أشبه شيء بثور حقيقي وإن كان مصنوعا من أعواد وجلد مصحب.
6
وكان يأبى أحيانا إلا أن يذهب يعدو حول الساحة من داخلها، على قائمتيه الخلفيتين، وهو ما لا يحلم ثور حقيقي بأن يفعله. وقد أبلى في المصارعة بلاء حسنا حتى لقد كان الأطفال ينهضون عن مقاعدهم ويلوحون بمناديلهم المطرزة ويصيحون، هاتفين بالثور: «مرحى يا ثور! مرحى يا ثور» كما يفعل الكبار - وأخيرا بعد صراع طويل أرديت فيه خيول صناعية عديدة وترجل فرسانها، استطاع كونت تييرا نويفا (الأرض الجديدة) أن يلقي الثور على ركبتيه على هيئة المتكئ، ثم استأذن الأميرة في الإجهاز عليه، وغرز سيفه الخشبي في عنق الثور بعنف ففصله عن سائر الجسد، وبرز محيا صغير مشرق هو محيا «دي لورين» ابن السفير الفرنسي في مدريد.
وأخليت الساحة بين التصفيق والصياح، وأخرجت الجياد الصناعية - جرها اثنان من الخدم في ثياب صفراء وسوداء - وبعد فترة وجيزة لعب فيها فرنسي على حبل مشدود، ظهر «قرقوز» إيطالي على مسرح صغير أعد له، وقد كان التمثيل جيدا، والحركات طبيعية متقنة حتى لقد اغرورقت عين الأميرة بالدموع في ختام الفصل. بل لقد بكى بعض الأطفال، فكان لا بد من التسرية عنهم بالحلواء، حتى رئيس محكمة التفتيش نفسه قال لدون بدرو: إن مما لا يطاق أن تشقى وتتعذب بمثل هذه المصائب الكبر أشياء مصنوعة من الخشب والشمع الملون تحركها أسلاك خفية بطريقة آلية.
وجاء بعد ذلك «حاو» أفريقي يحمل سلة واسعة روحاء
7
مغطاة ووضعها في وسط الساحة، وأخرج من عمامته قصبة جعل يشيع فيها وينفخ، فبدأ الغطاء يتحرك وعلا صوت المزمار فأطل ثعبانان أخضران برأسيهما العجيبين اللذين يشبهان الوتد، وجعلا يرتفعان ببطء ويتمايلان على صوت الزامر تمايل النبات في الماء. غير أن الأطفال أفزعهما منظر الرأسين المنقطين واللسانين الدقيقين البارزين، وكان سرورهم أعظم لما استنبت الحاوي الأرض شجيرة برتقال منورة تتهدل أغصانها بالثمار الحقيقية. ولما أخذ مروحة ابنة المركيز ده لاس توريس فانقلبت عصفورا أخضر يطير حول السرادق، وهو يغرد، جاوز سرورهم كل حد. وكانت الرقصة الدينية التي رقصها الغلمان الآتون من كنيسة «نويسترا سينورا دل بيلار» جميلة. ولم تكن الأميرة قد شاهدت من قبل هذا الرقص البديع الذي يجري كل عام في الربيع أمام مذبح العذراء العالي، بل إنه ما من أحد من الأسرة المالكة في إسبانيا دخل ساراتوجا الكبيرة مذ حاول قسيس مجنون، يقال إن اليصابات ملكة إنجلترا كانت تستخدمه، أن يطعم أمير أستوريا كعكة مسمومة. لهذا لم تكن الأميرة تعرف «رقصة العذراء» - كما كانت تسمى - إلا سماعا، لا عيانا، والحق أنها كانت رقصة جميلة. وكان الغلمان يرتدون ثيابا من المخمل الأبيض عتيقة الطراز، وكانت قبعاتهم المثلثة لها حافة مفضضة، وعليها ريشات كبيرة من ريش النعام، فكان بريق أرديتهم البيضاء الناصعة يزداد لمعانا إذ يخطرون في نور الشمس، ويضاعف النصوع وجوههم السمراء وشعرهم الطويل الدجوجي. وقد سحروا النظارة بأبهتهم وسمتهم إذ يقومون بحركات الرقصة المعقدة، ورشاقة إيماءاتهم البطيئة وانحناءاتهم، فلما انتهوا من ذلك ونزعوا قبعاتهم المريشة وانحنوا بالتحية للأميرة تقبلت منهم التحية بتلطف، ونذرت فيما بينها وبين نفسها أن تهدي شمعة عظيمة لمعبد العذراء تجزية لها على ما سرتها به في يومها هذا.
ثم تقدم صف من المصريين ذوي القسامة - كما كان الغجر
8
Bog aan la aqoon