قال محدثنا: أفرأيتم كيف كان رفق الطبيعة بالإنسان؟
ليس من سبيل إلى توقي غير الدهر والعصمة من كوارثه؛ والناس - ما عاشوا في هذه الدنيا - أهداف للمصائب، وأعراض للنوائب، وهم أبدا مهتمون بها دائمو الجزع منها، وإنما يكون إشفاقهم من رزايا الدهر، وجزعهم على قدر قربهم منها أو بعدهم عنها، كذلك يتفاوت ما يتداخل نفوسهم من الوجد والفرق بتفاوتهم في قوة القلب، ومتانة الأعصاب، وثبات الإيمان.
وعلى كل حال، فإنه ما من مصيبة في الأرض إلا كان موقعها أهون وأخف من توقعها، وهذا - كما قلت - من رفق الطبيعة بالإنسان، وإن في حديث صاحبي الذي قصصته عليكم لعبرة.
فقال بعض الحضور: وعلى هذا صح المثل العامي القائل: «الوقع في البلاء ولا انتظاره!»
فبادره آخر بالمثل العربي: «الناس من خوف الذل في الذل».
وتمثل ثالث بقول كثير :
فقلت لها يا عز كل مصيبة
إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
وجعل رابع يردد قول الشاعر:
لا أستقيل زماني عثرة أبدا
Bog aan la aqoon