واقتلوا مالكا معي
هذا يا سيدي بعض ما يلحقني من كيده وشره، وذلك بعض ما ينالني من عطفه وبره، أفلا خبرتني: أيكون هذا الرجل لي أعدى الأعداء، أم أصدق الأصدقاء؟
إنني في انتظار جوابك على مثل جمر الغضى، والسلام عليك ورحمة الله.
المخلص م ... «تحرير المصور» يظهر لي يا سيدي أنك رجل طيب بلغت من الطيبة غاية لا يستحب لك منها المزيد، أما صاحبك فيخيل إلي أنه ليس بالرجل المفطور على الشر، ولا بالذي يبتغي لك الأذى والكيد لاضطغان عليك، وعداوة يحملها لك، بل إنه لقد تشتد شهوته إلى مداعبتك، حتى بما قد يكون مظنة الخطر عليك وعليه معا، والشهوات - لو علمت - فنون، وإني لأكاد أقطع بأنه يحبك ويؤثرك، ولا تنس في النهاية أن الحب بلاء كما يقولون، أسأل الله لي ولك العافية.
عبد العزيز البشري
عبرة1
جلست ليلة أمس إلى بعض أصدقائي وجعلنا نسمر، فقص واحد منهم علينا القصة الآتية، قال:
كان لي صديق، وكان رحمه الله عذب الروح، سلس النفس، قوي العاطفة، متسعر الذكاء، حلو الحديث، حاضر الفكاهة، وكأنه قطعة ناضرة من الغبطة وحلاوة الأمل.
ولقد أحب الحياة وغلا في حبها، وأبغض الموت وأسرف في بغضه، وسبيل الموت في العادة هو المرض، فكان إذا ذكر المرض طار قلبه فرقا من ذكر الموت!
وكيف يتقي المرض ويتحامى أسبابه؟ لقد جاء بطبيب والتزمه بياض نهاره وسواد ليله، فلا يهب من فراشه إلا إذا أمره بالهبوب، ولا يطمئن إلى مضجعه إلا إذا أذنه بالاطمئنان، ولا يخرج من داره لطلبة أو لفرجة إلا إذا أشار عليه بالخروج، ولا يبدل ثوبه أو يحف لحيته أو يتروى بجرعة الماء إلا إذا أوحى إليه الطبيب، فإذا استويا إلى المائدة وقربت ألوان الطعام تحرم أو يقول له الطبيب أصب من هذا اللون وأقلل، ونل من هذا وأكثر، وبقي عليك لتسيغ هذه اللقمة ست مضغات، وبقي عليك لتزلق هذه المزعة
Bog aan la aqoon