«فلان بك»، عليه رحمة الله، قضى ولم يتشرف بعد على الخمسين، وكان يعيش في هذه الدنيا فردا، فلا أم ولا أب، ولا زوج ولا ولد ولا خادم، وكان واسع الغنى وافر المال، على أنه قد حبس ما في يديه من النقدين على إقراض المحتاجين، ولا يقرض منهم إلا موظفي الحكومة، فيخرج الجنيه بريال يستحق في أول يوم من الشهر القابل، سواء أأقرضه في أول يوم من الحاضر أم في 15 أم في 27 منه، ثم هو لا يعقد السلفة إلا إذا أخذ توكيلا من الموظف المقترض بقبض راتبه عنه، فإذا فضل منه بعد استيفاء القرضة شيء رده إلى صاحبه، وكان في ذلك، والحق يقال، أمينا شريفا.
وأعرف موظفا مستهترا كان في وزارة «...» وألحت عليه الحاجة إلى العبث في يوم 22 من الشهر، وسأل صاحبنا قرضا بخمسة جنيهات يؤدى، على العادة في أول الشهر التالي ستة، فتثاقل عليه، وكلما ألح صاحب الحاجة ازداد صاحبنا تعللا، وأخيرا وبعد طول مفاوضات ومساومات، عقد القرض بالشروط الآتية:
بند 1:
مبلغ القرض خمسة جنيهات مصرية تدفع ستة في أول يوم من الشهر التالي من ماهية الطرف الأول بمقتضى توكيل منه للطرف الثاني.
بند 2:
يشترك الطرفان في إنفاق هذا المبلغ في اللهو والعبث في الأماكن التي يعينها الطرف الثاني بدون معارضة من الطرف الأول.
بند 3:
للطرف الثاني الحرية المطلقة في إنفاق المبلغ كله في ليلة واحدة أو أكثر.
بند 4:
أمانة الصندوق من حق الطرف الثاني.
Bog aan la aqoon