251

حدابير ما ينفك من حيث بركت

دم من أظل أم دم من مخدم

11

وقال غير هذا وهذا في وصف النياق، ولكم وقف في أشعاره بالديار، وبكى النؤي والأحجار، فنحى في قريضه منحى العرب السابقين، وأتى بالجزل من اللفظ، واستكثر من الغريب، بحيث لو أضيف أكثر هذا إلى بعض شعراء الجاهلية، ما تفطن إلى مواضع الصنعة فيه من النقدة إلا قليل، ومع هذا كله فلم يكن به الشاعر المفتن، وإن شئت التعبير الأدق قلت: إن أبا نواس لم يكن به أبا نواس؛ لأنه فيه حاك مترسم، لا يفضي بذات نفسه، ولا يترجم عن شيء من حسه، وما لي أجهد في مذاهب التدليل، وهذا قول أبي نواس نفسه في تهكمه وزرايته بهذا الضرب من الشعر يعد أصدق دليل: قال:

قل لمن يبكي على رسم درس

واقفا ما ضر لو كان جلس

تصف الربع ومن كان به

مثل سلمى ولبينى وخنس

اترك الربع وسلمى جانبا

واصطبح كرخية مثل القبس

Bog aan la aqoon