247

فإذا أنت طلبت أبا نواس المفتن فإياك أن تطلبه في قوله:

وأخفت أهل الشرك حتى إنه

لتخافك النطف التي لم تخلق

ولا في قوله:

وإذا المطي بنا بلغن محمدا

فظهورهن على الرجال حرام

ولا في قوله:

لا تسدين إلي عارفة

حتى أقوم بشكر ما سلفا

لا تطلبه في هذا ولا في نظائره مما يتكثر به غيره من الشعراء، فإنني أقسم لك بشاعرية أبي نواس على أنها ما جلت عليه قط مخافة نطف المشركين للرشيد! ولا كان صادق الحس إذ دعا ممدوحه إلى ألا يسدي إليه العارفة، فإنه ما اجتمع لنظم القصيدة كلها إلا لاستخراج الصلة، واصطياد هذه «العارفة»! ولا حرم ظهور تلك الإبل التي أبلغته الأمين، ولا كانت نفسه لتطيب منها بقلوص

Bog aan la aqoon