فظهورهن على الرجال حرام؟
أو تراه حقا «ابن قوله»
2
في مدحته للعباس بن عبد الله بن أبي جعفر المنصور:
لا تسدين إلي عارفة
حتى أقوم بشكر ما سلفا؟
أو لعله قد دوى باسمه السهل والجبل لأنه قال كيت وكيت، فأتى في المديح والهجاء والرثاء، ووصف الجياد والنجاء، بألوان من المبالغات كثيرا ما كانت سبيل السيرورة، ومبعث النباهة وسطوع الصيت؟
اللهم لا! وإذا ظن أن من متقدمي الشعراء من رفع بعض النقدة بمثل هذا أقياسهم وأقدارهم، فثبت به ذكرهم على الأيام، فإن أبا نواس لم يخلد به، ولا كان قط مدينا له، وإن كان قد جاء منه بما لو ينته فيه كثير من أعلام البيان منتهاه!
الواقع أن أبا نواس كان من أولئك الأفذاذ الذين يشح الزمان بهم فلا ينتضح بأمثالهم إلا نطافا في أثناء الحقب الطوال، ولعل كلمة «فلان نسيج وحده» التي ينفضها أبناء العرب على المرء إذا عز أكفاؤه، لا تبلغ موضعها الحق من الجد والصدق والإشراف قدر ما تبلغ إذا أضيفت إلى هذا الرجل العظيم!
أبو نواس شاعر فحل، يرفعه نقدة البيان إلى الذروة، ويسلكونه في نظام جميل مع أشعر شعراء عصره، وقد يؤثرونه على بعضهم، ويرفعون منزلته عليهم، ما في هذا شك ولا كان يوما في مطرح الحوار بين أهل البصر بمنازع الكلام.
Bog aan la aqoon