أما صوته في لغوه، فأحلى من صوت الهزار في زجله وشدوه، إذا تبسم فكأنما أشرق من الروضة آسها، وإذا لغا فكأنما ترنم من الحلي وسواسها. •••
هو نفسه للرعية، أعظم متاع وأكبر أمنية، محبب أحسن أم أساء، وهو معقد الرجاء أنى ذهب وأنى جاء.
هو ملك كبير، أما عرشه فأحنى الصدور، وأما سريره فأوثر الحجور، وأما سماطه فممدود، على القلوب تارة وتارة على الكبود، وأما في مراحه ومغداه، فأعز المطايا مطاياه، وتلك لعمري كرامة خصه بها الله!
وأما غذاؤه فأصفى ما انتضحت به المهج،
4
ولو كانت النفوس مما يمكن أن يرضع أفاويق ، والأرواح مما يستطاع أن يجري فراتا في مساغ الريق، لآثرته بذاك الرعية، طيبة النفس صادقة الأريحية! •••
أسعدك الله أيها الطفل وأصحك ورشدك، حتى تضطلع بنصيبك من الأعباء، كما اضطلع بعبئك أنت الأمهات والآباء، ما سألوك فيه أجرا، ولا اقتضوك عليه شكرا، اللهم آمين.
الطفل الشريد1
وجه مغبر شائه كأنه معفور بتراب قبر، وصدغان غائران كأنهما من أثر خسف، ووجنتان ناتئتان حتى أمستا كركبتي بعير، وقد لصق جلده بعظمه، حتى لا يقوى قبره على قشره، إلى يوم نشره، وهاتان عينان دائمتا التحير والاضطراب، تتناهبان النظر من كل ناحية، ولو استطاعتا أن تنظرا إلى الأقطار الستة معا في آن، لفعلتا على طول الزمان!
هذه رجل حافية، وهذه أسمال
Bog aan la aqoon