============================================================
وسبب آخر لنبوغ الصرصرى فى فن المدائح النبوية : هو تمكنه من اللفة العربية، مع إلمامه الواسع وفهمه العميق لسيرة الرسول ، لذلك جاعت مدائحه سجلا وافيا لمعجزات النبى وشمائله.
ولما كان الصرصرى عالما فقيها، رأيتا مدائحه للمصطفى قلة قد خلت من الغلو أو الشطط، وإنما كانت فى إطار آمن لا يخرج عن آيات القرآن الكريم أو عن سنة المصطفى .
كما كان للدعوة إلى الله تعالى نصيب وافر من شعر الصرصرى رحمه الله تمالى، حيث عبر عن آلام الأمة المسلمة فى عصره إزاء الهجمة الشرسة للتثر على بغداد وقتها، ودعا ربه وتوسل إليه فى كشف الغمة عن الامة.
وأضاف الصرصرى إلى فن المدائح التبوية حين طرق أبوايا جديدة فى مدائحه، من ذلك تصريحه الواضح بالحقيقة المحمدية (النور المحمدى)، فى إطار الكتاب والسنة دونما غلو أو شطحات، وكان سابقوه يكتفون بالإشارة إليها، ون شعره الذى جاء فيه تصريح بالحقيقة المحمدية ، قوله: نقلت من كل صلب طاب مختده إلى بطون زكته ما شاتها نكد حللت صلب أبينا عند مه بطه وصلب نوح وقد غشى الورى الزبد وككنت فى صلب إيراهيم مستترا ونار نمروذ أشقى الخلق تتقد وحاز نورك إسماعيل يودعه أبناءه الغر حتى حازه أدد ونال عدنان فى الأنساب منزلة عليا بذكرك لم يخفض لها عمد ولم يزل فى معد ثم فى مضر وهاشم بك تاج الفخر ينعقد حثى تسلم عبد الله منصب من شيبة الحمد حثى اتبل الأمد كا عبر الصرصرى رحمه الله عن عاطفة الحب العظيم الذى ملا جوانحه وجوارحه لرسول الله.
Bogga 17