Muhtar Al-Akhbaar
مختار الأخبار
Noocyada
إلى البطائق بقربهم ، أشعت أنها : مخبرة بالنصرة ، وكتمت عن العوام أخبار الكسرة ، وتقدمت بضرب البشائر بالقلعة إنفاء للمظنة ، وإخمادا لما لعل السواد يثيرونه من فساد أو فتنة . ثم تواصلت العساكر كل بمفرده ، وكانت طائفة منهم وقت الرجعة من الوقعة سلكوا على ساحل طرابلس خوفا من اتباع التتار آثارهم ، فنزلت إليهم الجبلية من الجبال ونهبوا طائفة بعد طائفة ، وحفظوا عليهم مضايق الطرقات وسلبوهم وقتلوا منهم جماعة ، ومن أفلت من أيديهم تلقته العربان الذين بالقرب من غزة وما حولها ، وكملوا تهبهم ، وجدوا سلبهم ، فكان ذلك على العساكر أشد نكاية من التتار . ثم تواصلت العساكر الشامية ، فكان أول من وصل الأمير سيف الدين بلبان الطباخي نائب السلطنة بالممالك الحلبية ، ومعه وعلى إثره عسكر حلب ، وبعده أقش الأفرم نائب السلطنة بدمشق ، وكراي نائب السلطنة بصفد ، ووصل الأمير زين الدين كتبغا جافلا من صرخد ، في السلطان حقه ، وتلقاه الأمراء بالإكرام والاحترام ، وأجزلوا له العطاء ، وقلدوه نيابة السلطنة بحماه ، وكان عوده إليها في مستهل رمضان سنة 699 ه . ووصلت غارة التتار إلى غزة ، ودخلوا إلى الجامع بها ، وقتلوا به خمسة نفر ، ولطف الله وأعان على تسليك القصاد مه انقطاع الطرقات ، وأرسلت الكشافة ، وتوصلت إلى تطمين نفوس النواب الذين بالقلاع ، وكتب إليه بأن الأمداد واصلة ، والأنجاد بأمرهم حافلة ، وأراد الله أن ينتهي الأمر إلى سلامة ، ونزح التتار عن البلاد ، وتراجع الجفال إلى أوطانهم ، ونفق السلطان في العساكر نفقة جزيلة ، وغلت أسعار العدد غلوا عظيما لكثرة احتياج العساكر .
Bogga 113