الفصل الأول
المشهد الأول (المشهد غير واضح أول الأمر، كأننا في منطقة جرداء خالية من العالم، لا يوجد على المسرح سوى ربوة عالية على اليمين، كأنها جذع شجرة قديم، أو بقايا مئذنة مهدمة.
حين يفتح الستار نجد «أهو كلام» يحاول تسلق الربوة بصعوبة، ثيابه مبهدلة، حزامه نازل، يضع في إحدى قدميه فردة حذاء، وفي الأخرى فردة شبشب، معه منديل مصرور، شعره طويل مشعث مرسل، ذقنه قد علقت فيها علبة كبريت (حين يستوي فوق قمة الربوة).)
أهو كلام :
سبحان سبحان خالق الأصباح يا ناس، سبحان اللي مخلي الندى دموع ليل بيفارق أرضنا البائسة. اصحوا بقى، بنقول اصحوا. الشمس طلعت مكسوفة وحمرا زي الضيف الجاي على عالم نايم، اصحوا. الله، دا انتم لا بالكم رايق ولا فرشكم غالي ولا غطاكو كفاية، ونايمين ليه؟ اصحوا. دهدي؟ ما تصحوا بقى، ملعونة اللي شدت رجل الواحد فيكو، لأنها شدتها مرة واحدة بس وكان المفروض ان تشدها كل يوم، دي مش نومة فرش دي، دي نومة بطن، انتوا عايزين تتولدوا، اتولدوا بقى. (في أثناء كلامه يكون «فركة كعب» قد دخل المسرح في كامل ثيابه (وهي إلى حد ما أنيقة) من جهة اليسار، وكأنه أبدا لم يسمع حرفا واحدا مما قاله «أهو كلام» ولكن الصوت يجذب انتباهه فيتطلع، ثم يحدق، ثم يبتسم ابتسامته الواسعة جدا؛ تلك التي يتربع لها وجهه وتظهر أسنانه، مع أنها ابتسامة لا تدل على أي سعادة، وإنما هي ربما بديل للاندهاش الشديد، مع استمرار «أهو كلام» في أذانه يكون الضوء قد تغير، وكذلك المشهد، وأصبح هو المشهد الأمامي (أي الكائن أمام باب المسرح الذي تمثل فيه الرواية) يتقدم «فركة كعب» حتى يصبح بجوار الربوة أو المرتفع.)
أهو كلام (مستمرا) :
اتولدوا بقى يا عالم.
فركة كعب :
يا سيد اهو كلام، انزل من غير كلام.
أهو كلام :
Bog aan la aqoon