Mujaz
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
ويقال لهم: ما تقول فيمن شبه الله بخلقه من أهل هذه الملل، ووصفه بصفة خلقه ممن قال: (إن الله ثالث ثلاثة) (¬1) (إن الله هو المسيح ابن مريم) (¬2) وإن المسيح والعزيز أبناء الله، وإن هرمزا والشيطان خالقان، وغير ذلك من كلام أهل هذه الملل، تعالى الله عن جميع ما قالوا؟ هل تشركونهم بما قالوا من ذلك؟ فإن قالوا: نعم قيل لهم: فهل تحكمون فيهم وعليهم بحكم غير حكم من لم يقل بذلك كله من أهل مللهم إلا أنه كذب بالرسل فقط؟ فإن قالوا: إن الحكم عليهم وفيهم حكم واحد، قيل: وكيف سويتم بينهم في الحكم، وفرقتم بينهم في الصفة؟ أو ليس اتفاق الحكم مما يوجب اتفاق الصفة، كما أن اتفاق الصفة مما يوجب اتفاق الحكم عند جماعة أهل النظر من المتكلمين؟ ثم يقال لهم: أليس مما أطبقت عليه الإباضية في مذهبها واعتقادها، وعليه خالفوا من خالفوا، ووافقوا من وافقوا، بأن الكفر كفران: كفر شرك، وكفر نفاق؟ فلا بد من أن يقولوا: بلى، فيقال: من أين استحدثتم أنتم الكفر الثالث الذي خالفتم فيه من قولكم: إنه كفر آخر، لا هو كفر شرك، ولا هو كفر نفاق، مما لا يقول به أحد من هذه الأمة، موافق أو مخالف، وليس له في كتاب الله عز وجل، ولا في سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ولا في أثر من الآثار أصل ولا فرع. وعليهم في هذا حجج كثيرة، وبدون هذا يقع الفصل في هذا الباب؛ لأنه فرع من فروع باب الحجة، وقد تكلف بعض أصحاب عيسى في هذا المعنى مسائل، حاول بها إبطال حجج الله الظاهرة على أهل دينه، فكان النقض عليه من الأئمة الراشدين الناصرين لدين الله، رحمهم الله، وسلك بنا طريقتهم بما فيه الكفاية، والحمد لله رب العالمين.
باب القول في أسماء الله جل جلاله وصفاته هل هي محدثة
مخلوقة أم ليست كذلك؟
¬__________
(¬1) سورة المائدة آية رقم 73.
(¬2) سورة المائدة آية رقم 72.
Bogga 187