218

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Noocyada

وقالت طائفة منهم في جميع ما يحدث في العالم من حركات الاضطرار، وسكون الاضطرار، من الذي وصفنا في مقالة إخوانهم على ما وصفناه: إن ذلك كله أفعال وأحداث ليس لها فاعل ولا محدث، فجوز هؤلاء أن يقال: فعل لا فاعل له، وحدث لا محدث له، واعتلوا في نفيهم خلق الله عنها، ونفي اكتساب الخلق فيها، بمثل علة إخوانهم المتقدمين، وأبوا أن يقولوا بمثل مقالتهم: إنها فعل الطبائع، وقالوا: إن الطبائع لا توصف بالقدرة على هذه الأفعال ولا على تركها، والفاعل لا يكون موصوفا بالفعل إلا وهو موصوف بالقدرة على ذلك الفعل وعلى تركه. وقالت الطائفة الثالثة منهم: بأن ما عدا أفعال المكتسبين من حركاتهم وسكونهم من جميع الأشياء الظاهرة من الخلق، إن ذلك كله فعل الله وخلقه، إذ ليس لأحد من الخلق فيه اختيار، ولا قصد ولا رؤية، قالوا: وإنما نفينا عن الله خلق أفعال (¬1) العباد لما وجدنا فيها من اكتساب الفاعلين، وقصدهم إلى ما فعلوا، ووجوب الذم عليهم، والمدح لهم فيما أتوا، وكل فعل ظهر عن الخلق مما ليس فيه لمن ظهر منه قصد ولا رؤية، ولا يجب عليه فيه ذم، ولا وجب له فيه حمد، علمنا أنه خلق الله، إذ ليس فيه لغيره صنع، ولا تدبير.

¬__________

(¬1) يراجع كتاب "خلق أفعال العباد" للإمام محمد بن إسماعيل البخاري بتحقيقنا. وما كتبه الشيخ السالمي في كتابه مشارق أنوار العقول 1: 215، وكتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم 5: 149، 151 بتحقيقنا، ودراسات إسلامية في الأصول الإباضية.

Bogga 19