Mu'jam 'Ulum al-Qur'an
معجم علوم القرآن
Daabacaha
دار القلم
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
Goobta Daabacaadda
دمشق
Noocyada
المقدّمة
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيّد المرسلين والآخرين .. وبعد:
ما من علم من العلوم يخلو من مصطلحات خاصة مستعملة فيه، تواضع عليها أهل ذلك العلم وتلك الصناعة، وعادة ما تكون هذه المصطلحات العلمية مبثوثة مبعثرة في مظان ذلك العلم وأصوله. وقد رأى جمع من العلماء أن الناس لا يستطيعون الرجوع إلى المصادر الأصلية لضعف الهمم وكثرة الهموم وفقد الشروط العلمية، ولذا تجردت منهم طائفة فصنفت معاجم علمية، تجمع المصطلحات العلمية وتضبطها، وتشرحها شرحا مركّزا مستوعبا، مع ترتيب كل علم ترتيبا الفبائيّا.
والمقصد الأعظم من تأليف المصنفات المعجمية تمكين الدارسين والباحثين من مراجعة مصطلحات مادة تخصصهم بيسر وسهولة وسرعة، ذلك أن مبنى هذه المعاجم على الإيجاز والاختصار والتركيز، فالمعجم عادة يحوي خلاصات مركزة، هي ثمرة دراسة واسعة مستوعبة لأصول كل علم وكتبه.
كما تفيد هذه المعاجم في معرفة تطور المصطلح من عصر إلى عصر ومن بلد إلى بلد ومن إمام إلى إمام.
هذا وقد ألّفت معاجم في اللغة والنحو والبلاغة والفلسفة والسياسة ولغة الفقهاء وأصول الفقه والمذاهب والنحل وغير ذلك، أما في علوم القرآن فلم أجد- بحسب علمي- من صنف معجما فيه، وعلوم القرآن فرع هام من فروع علوم الشريعة، لأنه علم متعلق بكتاب الله تعالى، فمصطلح «علوم القرآن» مصطلح شائع ذائع له مصادره وكتبه ورجالاته، وهو يحتوي على مباحث كثيرة متعلقة بالقرآن الكريم، منها مثلا الوحي والقرآن وجمعه، وأسباب النزول، والمكي والمدني، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وإعجاز القرآن، والتفسير ومتعلقاته،
1 / 5
والقراءات القرآنية وأنواعها، والتجويد ومباحثه إلى غير ذلك من مفردات هذه العلوم.
ومما دعاني إلى تأليف معجم لعلوم القرآن، زيادة على خلو المكتبة الإسلامية منه، كثرة المصطلحات المستعملة في علوم القرآن، ووفرة مصادر هذه العلوم، ولذا استعنت بالله وعزمت على جمع مصطلحات علوم القرآن، ودرسها وشرحها.
وعلوم القرآن التي أعنيها هي التفسير والتجويد والقراءات ومباحث علوم القرآن كما في كتاب البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي وأمثالها.
وإليك أيها القارئ منهجي في تأليف هذا المعجم وبنائه:
١ - قسمت هذا المعجم إلى أبواب مرتبة وفق ترتيب الحروف الهجائية الألفبائية.
٢ - رتبت مصطلحات علوم القرآن داخل تلك الأبواب وفق ترتيب حروف الهجاء، ومن ثم تداخلت هذه المصطلحات، فقد يأتي مصطلح تجويدي بعده مصطلح في القراءات، وبعده مصطلح في التفسير وهكذا.
٣ - اقتصرت في هذا المعجم على مصطلحات علوم القرآن (علم التفسير، وعلم التجويد، وعلم القراءات، ومباحث علوم القرآن).
٤ - قصدت في هذا التصنيف إعطاء خلاصات مركّزة وافية، استخلصتها من دراستي لكتب هذا العلم، ولذا لم أشر إلى المصادر والمراجع.
٥ - لم أكتف بالعرض والجمع، وإنما استخدمت المنهج النقدي في كتابة مواد هذا المعجم. فهناك آراء لم أقبلها، بل بيّنت شذوذها وضعفها.
٦ - قد يكون المصطلح القرآني واحدا، ولكن تتعدد مفاهيمه، وفي مثل هذه الحالة فإنني قد أكرر المصطلح بحسب مفهومه، وقد أجعل المصطلح واحدا، ولكن أبيّن تعدد مفاهيمه في مكان واحد.
٧ - أما إذا اتحد المفهوم واختلف اسم المصطلح، فإنني أختار المصطلح الشائع وأشرحه في موضعه وأحيل المصطلحات المرادفة الأخرى إليه.
٨ - في مصطلحات القراءات القرآنية ومباحثها عنيت بالقراءات العشر الصغرى ولم أعن بغيرها مما هو فوق العشر، أو مما هو من القراءات العشر الكبرى، ولمزيد من البيان ارجع إلى مادة (القراءات العشر الصغرى) في هذا المعجم لتعرف ما أريد.
1 / 6
٩ - بالنسبة لسور القرآن الكريم فهي في أبوابها من غير كلمة (سورة) فسورة هود مثلا توجد في باب الهاء وهكذا.
١٠ - خرّجت بعض الآيات القرآنية، ولم أخرج الكثير منها، لوفرتها ولشهرتها.
١١ - استعملت في الإحالة الرمز (ر-) والتي تعني انظر، و(ر- القراء العشرة) معناها انظر مصطلح القراء العشرة.
وختاما، هذا جهدي بين يدي القرّاء الكرام، فإن وفّقت فيه فالفضل لله وحده، وإن كان غير ذلك فالعذر إلى الله الكريم من بشر ضعيف.
وقبل وضع القلم أعد القارئ الكريم أن أستمر في البحث والتنقيب عن مصطلحات علوم القرآن لأضيفها في طبعات لاحقة بإذن الله تعالى.
والحمد لله بدءا وانتهاء.
إبراهيم محمّد الجرمي
1 / 7
بسم الله الرّحمن الرّحيم
1 / 8
باب الألف
أ:
حرف مهجور، رخو، منفتح، مستفل، خفي، مفخم تارة، ومرقق أخرى، ممدود، هاوي.
أ:
رمز حرفي من رموز ناظمة الزهر للشاطبي، وهو يرمز إلى العدد المدني الأول.
آداب تلاوة القرآن الكريم:
القرآن الكريم كلام الله سبحانه، ومن ثمّ تراعي في تلاوته جملة من الآداب، منها:
١ - الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، مع جواز تلاوة القرآن والقارئ محدث حدثا أصغر (أي غير متوضئ) ومما لا شك فيه أن الوضوء لتلاوة القرآن أكمل وأفضل.
٢ - استقبال القبلة.
٣ - نظافة ثوب القارئ وبدنه، واستعمال السواك قبل الشروع في التلاوة.
٤ - توقير الله سبحانه أثناء تلاوة القرآن، وذلك بسكون أعضائه وعدم ضحكه ولعبه وعبثه.
٥ - القراءة في خشوع وتدبر وتفكر وبصر بمعاني كلام الله تعالى.
٦ - تنغيم القرآن، وتجميل الصوت به لقوله ﷺ: «ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن».
٧ - عدم قطع التلاوة إلا لضرورة طرأت ومانع لازم.
آل حم:
هي الحواميم السبعة، وهي سور:
(غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف).
قال الكميت بن يزيد:
وجدنا لكم في آل حاميم آية ... تأوّلها منّا تقيّ ومعرب
الابتداء:
هو الشروع في القراءة بعد وقف أو قطع.
والابتداء قسمان:
١ - ابتداء جائز:
وهو الابتداء بكلام مستقل بالمعنى.
1 / 9
ويقسم الابتداء الجائز إلى:
أ- ابتداء تام:
وهو البدء بما لم يتعلق بما قبله لا معنى ولا لفظا.
مثال:
البدء ب وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ [البقرة: ٨]، بدء تام، لأن الحديث عن المنافقين بدأ بهذه الآية.
ب- ابتداء كاف:
وهو البدء بما تعلّق بما قبله معنى لا لفظا.
مثال:
البدء ب خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة:
٧]، بدء كاف، لأن هذه الآية والتي قبلها في سياق واحد، وهو الحديث عن الكفار.
ج- ابتداء حسن:
وهو البدء بما تعلّق بما قبله لفظا ومعنى.
مثال:
البدء ب مَنْ يَقُولُ آمَنَّا في قوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا [البقرة: ٨]، بدء حسن لتعلّق مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بما قبلها وَمِنَ النَّاسِ لفظا ومعنى.
(ر- التعلق اللفظي، التعلق المعنوي).
٢ - ابتداء قبيح:
وهو الابتداء بما يغير المعنى المراد، أو يفسده، أو يوهم معنى غير مراد، أو بما لا يليق بالله سبحانه.
أمثلة:
البدء ب يَدُ في قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة: ٦٤].
البدء ب إِنَّ في قوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ [آل عمران: ١٨١].
البدء ب إِنِّي في قوله تعالى: وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ [الأنبياء: ٢٩].
البدء ب لا أَعْبُدُ في قوله تعالى:
وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي [يس: ٢٢].
الإبدال:
هو جعل الهمزة حرف مد خالصا، لا تبقى معه شائبة من لفظ الهمزة، فتصير الهمزة ألفا أو ياء أو واوا ساكنتين أو متحركتين.
مثال:
إبدال الهمزة المكسورة واوا مكسورة في يَشاءُ إِلى [البقرة: ١٤٢].
وإبدال الهمزة المفتوحة ياء مفتوحة في السَّماءِ أَوِ [الأنفال: ٣٢].
وإبدال الهمزة المفتوحة واوا مفتوحة في نَشاءُ أَصَبْناهُمْ [الأعراف: ١٠٠].
وإبدال الهمزة المضمومة واوا مضمومة في مُسْتَهْزِؤُنَ [البقرة: ١٤].
وإبدال الهمزة المفتوحة ياء مفتوحة في لِئَلَّا [البقرة: ١٥٠].
1 / 10
إبراهيم:
تعرفة وبيان:
ترتيبها المصحفي: ١٤ نوعها: مكية آيها: ٥١ بصري، ٥٢ كوفي، ٥٤ مدني ومكي، ٥٥ شامي ألفاظها: ٨٣١ ترتيب نزولها: ٧٢ بعد نوح جلالاتها: ٣٧ مدغمها الكبير: ١٦ مدغمها الصغير: ٢ ياءات الإضافة: ٣ ياءات الزوائد: ٣
الابنان:
هما الإمام ابن عامر وابن كثير.
(ر- القراء العشرة).
الأبوان:
هما الإمامان أبو عمرو البصري وأبو جعفر المدني، أو هما أبو عمرو وأبو بكر (شعبة).
(ر- القراء العشرة).
أبج:
رمز من رموز الشاطبية والطيبة والدرة.
في الشاطبية والطيبة:
١ - رمز نافع.
ب- رمز قالون.
ج- رمز ورش.
في الدرة:
أ- رمز أبي جعفر.
ب- رمز ابن وردان.
ج- رمز ابن جماز.
تنبيه:
الرمز (ج) في الطيبة رمز لورش من طريق الأزرق في الأصول، ما عدا ياءات الزوائد فمن طريق الأزرق والأصبهاني. وأما في الورش فالجيم للأصبهاني والأزرق معا إلا
في كلمة واحدة هي أَصْطَفَى [الصافات:
١٥٣]، فالخلاف مفرع، القطع للأزرق، والوصل للأصبهاني.
إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر:
من أهم موسوعات علوم القراءات:
تأليف أحمد بن محمد البنا الدمياطي (ت ١١١٧ هـ).
وهذا الكتاب إتحاف فضلاء البشر شاع بهذا الاسم مع أن المؤلف ذاته سمى كتابه منتهى الأماني والمسرات في علوم القراءات.
والاسم الذي اختاره المؤلف لكتابه منتهى الأماني أصدق في الترجمة والإفصاح عن قيمة كتابه، فهو لم يقتصر على القراءات فحسب، بل ضم إليها علوما أخرى، مثل: الرسم العثماني وما يتعلق به، آداب القرآن الكريم، الفواصل القرآنية، توجيه القراءات لغة وإعرابا،
1 / 11
تفسير بعض الآيات، بعض الأحكام الفقهية اللازمة لقارئ القرآن.
ورتّب المؤلف كتابه ترتيبا لطيفا مفيدا، فهو يبدأ بالحديث عن السورة القرآنية فيذكر اسمها، ويبيّن هل هي مكية أم مدنية، ثم يعرض للفواصل وعدد آيات السورة. ثم يبدأ بالقراءات معزوة لأصحابها، ثم يوجهها لغة وإعرابا، ثم يذكر المرسوم بالحذف أو بالإثبات أو الوصل أو الفصل.
ثم يذكر المقطوع والموصول من الكلمات، ثم يتحدث عن هاء التأنيث وكتابتها مفتوحة أو مربوطة، ثم يختم بذكر ياءات الإضافة وياءات الزوائد.
ومن ثم كان هذا الكتاب من أهم كتب المراجعات السريعة للعالم والمتعلم، للمنتهي والمبتدئ على حد سواء.
ونشير أخيرا إلى أن المؤلف في كتابه هذا عرض لقراءات القراء العشرة من طريق طيبة النشر، فهي معتمده وعليها تعويله، وبذا يعد الكتاب مساعدا مهما في دراسة طيبة النشر وفهم مراميها.
أتساع القرآن:
التسع الأول: من الفاتحة، إلى خَيْرُ النَّاصِرِينَ [آل عمران: ١٥٠].
التسع الثاني: من آل عمران ١٥١، إلى كِتابٌ مُبِينٌ [الأنعام: ٥٩].
التسع الثالث: من الأنعام ٦٠، إلى وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التوبة: ٩١].
التسع الرابع: من التوبة ٩٢، إلى وَهُمْ يُخْلَقُونَ [النحل: ٢٠].
التسع الخامس: من النحل ٢١، إلى عَذابَ الْحَرِيقِ [الحج: ٢٢].
التسع السادس: من الحج ٢٣، إلى تَصْنَعُونَ [العنكبوت: ٤٥].
التسع السابع: من العنكبوت ٤٦، إلى مِنْ سَبِيلٍ [غافر: ١١].
التسع الثامن: من غافر ١٢، إلى نَضَّاخَتانِ [الرحمن: ٦٦].
التسع التاسع: من الرحمن ٦٧، إلى الناس.
أثمان القرآن:
الثمن الأول: من الفاتحة، إلى نهاية آل عمران.
الثمن الثاني: من النساء إلى نهاية الأنعام.
الثمن الثالث: من الأعراف إلى بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [هود: ٤٤].
الثمن الرابع: من هود ٤٥، إلى نُكْرًا [الكهف: ٧٤].
الثمن الخامس: من الكهف ٧٥، إلى السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الشعراء: ٢٢٠].
الثمن السادس: من الشعراء ٢٢١، إلى إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات: ١٤٤].
الثمن السابع: من الصافات ١٤٥، إلى نهاية الطور.
1 / 12
الثمن الثامن: من النجم إلى نهاية القرآن الكريم.
الإجازة:
هي الإذن في رواية المرويات والمسموعات.
واستجاز التلميذ أستاذه طلب الإجازة منه، فالتلميذ مجاز، والأستاذ مجيز، والمرويات مجازات.
والإجازة هي إحدى طرق تحمل العلوم الشرعية والعربية وهي في مصطلح القراء: إذن الشيخ المقرئ لمن قرأ عليه بأن يروي عنه ما سمعه منه من روايات وقراءات القرآن الكريم بالسند المتصل عن مقرئ مقرئ إلى رسول الله ﷺ.
والإجازة لم تكن تمنح إلا لمؤهل متقن، فهي شهادة من المجيز للمجاز بإجادة القراءة وضبط الرواية. وعلى هذا لم تكن تمنح الإجازة إلا بعد ختم القرآن كله وفق رواية واحدة أو روايات عدة.
ولكن البعض أجاز للمتقنين قبل الختم، فابن الجزري قرأ على أبي بكر بن الجندي جمعا إلى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ [النحل: ٩٠]، فمرض ابن الجندي وأجازه.
وهنالك من القراء من كان يجيز الإجازة العامة، كما أجاز ابن الجزري طيبة النشر لكل مقرئ متحقق بهذا الوصف.
وحيازة الإجازة ليست شرطا لمن يتصدى للإقراء والتعليم، بل أهلية المقرئ وتمكنه وضبطه هي المعتمد.
وذلك أن كثيرا من المتقنين لم يتسن لهم ختم القرآن على الأساتذة المقرئين.
فإن جمع المقرئ بين الإجازة والأهلية فبها ونعمت، وإلا فلا يضير الكفء عدم إجازته.
أجزاء القرآن:
الأجزاء جمع جزء، وجزء القرآن هو طائفة من القرآن.
حدث ابن الهاد قال: سألني نافع بن جبير فقال: في كم تقرأ القرآن؟ قلت:
ما أجزئه. فقال نافع: لا تقل ما أجزئه، فإن رسول الله ﷺ كان يقول: «قرأت جزءا من القرآن».
عن المغيرة بن شعبة قال: استأذن رجل على رسول الله ﷺ وهو بين مكة والمدينة قال: «إنه قد فاتني الليلة جزئي من القرآن، فإني لا أؤثر عليه شيئا».
ومن تقسيمات القرآن تقسيمه إلى ثلاثين جزءا، فإذا أطلق الجزء فالمراد جزء من الثلاثين.
وهذا الجزء بالمعنى الأخير مقسّم إلى حزبين، وكل حزب مقسم إلى أربعة أرباع.
وهذه الأجزاء الثلاثون تنظر في المصحف الشريف فلا داعي لعدها هنا.
1 / 13
الإجناح:
يقال في اللغة: جنح يجنح ويجنح ويجنح جنوحا: مال. وأجنحه: أماله.
وقال ابن فارس: وجنح: مال، وسمي جناحا الطائر لميلهما في شقيه. والجناح:
الإثم، لميله عن طريق الحق. وفي القرآن الكريم: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها [الأنفال: ٦١]، أي مالوا فمل.
والإجناح ما دام في أصله اللغوي إمالة، فلذا يصح أن يراد به الإمالتان الكبرى والصغرى، ولكن القراء يريدون به الإمالة الكبرى دون أختها.
الأحزاب:
تعرفة وبيان:
ترتيبها المصحفي: ٣٣ نوعها: مدنية آيها: ٧٣ ألفاظها: ١٣٠٣ ترتيب نزولها: ٩٠ بعد آل عمران جلالاتها: ٩٠ مدغمها الكبير: ٨ مدغمها الصغير: ٦
أحزاب القرآن الكريم:
جمع حزب، والحزب طائفة من القرآن.
فعن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال في حديث طويل: ...
فاحتبس عنا رسول الله ﷺ. فقلنا؛ يا رسول الله، لبثت عنا الليل أكثر مما كنت تلبث، قال: «نعم، طرأ عليّ حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج من المسجد حتى أقضيه». فقلنا لأصحاب رسول الله ﷺ: إنه قد حدثنا أنه طرأ عليه حزبه، فكيف تحزّبون القرآن الكريم؟ قالوا: نحزّبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل فيما بين قاف وأسفل.
ووفق هذا الأثر تكون أحزاب القرآن الكريم زمن الصحابة سبعة أحزاب، هكذا:
الحزب الأول: البقرة وآل عمران والنساء.
الحزب الثاني: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة.
الحزب الثالث: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل.
الحزب الرابع: من الإسراء إلى آخر الفرقان.
الحزب الخامس: من الشعراء إلى نهاية يس.
الحزب السادس: من الصافات إلى نهاية الحجرات.
الحزب السابع: من ق إلى نهاية الناس.
ولقد استقر العمل في الأزمنة المتأخرة وفي عصرنا هذا على تقسيم القرآن الكريم إلى ستين حزبا، حيث
1 / 14
يشكل كل حزبين جزءا، وتشكل كل أربعة أرباع حزبا، وهنالك من يقسم الحزب إلى قسمين اثنين فقط، وهذه الأحزاب تراجع في المصحف الشريف.
الأحقاف:
تعرفة وبيان:
ترتيبها المصحفي: ٤٦ نوعها: مكية آيها: ٣٥ كوفي، ٣٤ الباقون ألفاظها: ٦٤٥ ترتيب نزولها: ٦٦ بعد الجاثية جلالاتها: ١٦ مدغمها الكبير: ٨ مدغمها الصغير: ٣ ياءات الإضافة: ٤
الاختلاس:
هو إخفاء الحركات بنقص تمطيطها بما قد خصه النص منها والنقل المتواتر الصحيح.
فالاختلاس في حقيقته العملية هو الإتيان بثلثي حركة الحرف، بحيث يكون المنطوق به من الحركة أكثر من المحذوف منها.
والاختلاس يرادفه الإخفاء، فهما بمعنى واحد، ويقابلهما الرّوم وهو الإتيان ببعض الحركة، بحيث يكون الثابت منها أقل من المحذوف.
ومن أمثلة الاختلاس ما روي عن الدّوري عن أبي عمرو البصري من اختلاس كسرة الهمزة في بارِئِكُمْ [البقرة: ٥٤]، واختلاس ضمة الراء في يَأْمُرُكُمْ [البقرة: ٦٧]، يَنْصُرْكُمُ [آل عمران: ١٦٠].
ملحوظة:
الرّوم والاختلاس يشتركان في التبعيض، وبينهما عموم وخصوص، فالرّوم أخص من حيث أنه لا يكون في المفتوح والمنصوب، ويكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من المحذوف، والاختلاس أعمّ لأنه يتناول الحركات الثلاث، والثابت فيه من الحركة أكثر من المحذوف.
فائدة:
جمع الإمام الطيبي الكلمات التي ورد فيها الاختلاس فقال:
والاختلاس في نعمّا أرنا ... ونحو باريكم ولا تأمنا
ولا تعدّوا لا يهدّي إلا ... وهم يخصّمون فادر الكلّا
ويطلق على الاختلاس أيضا مصطلح الاختطاف.
آخر ما نزل من القرآن:
غالب العلماء على أن أصح وأرجح الأقوال في آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ
1 / 15
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة: ٢٨١].
وقيل: آية الكلالة، فقد روى البخاري عن البراء بن عازب أنه قال: آخر آية نزلت يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء: ٢٧٨]، وآخر سورة نزلت سورة براءة.
وقيل: آخر آية نزلت آية الربا، أخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [البقرة: ٢٧٨].
وروى مسلم عن ابن عباس: آخر سورة نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر: ١]. وهنالك أقوال أخرى ضربنا عنها صفحا.
والظاهر أن كل واحد من الصحابة حدث بما عنده وبما علمه.
الإخفاء:
لغة: الستر.
وهو قسمان:
١ - إخفاء الحرف:
وهو قسمان:
أ- الإخفاء الحقيقي
ب- الإخفاء الشفوي.
(ر- الإخفاء الحقيقي، الإخفاء الشفوي).
٢ - إخفاء الحركة:
وهو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك معظم صوتها، فيسمع لها صوت خفيّ.
وإخفاء الحركة هذا هو الرّوم كذلك.
(ر- الرّوم، والاختلاس).
الإخفاء الحقيقي:
الإخفاء لغة: الستر.
واصطلاحا: النطق بحرف ساكن عار من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنة في الحرف الأول أي النون الساكنة والتنوين.
وكيفيته: النطق بالنون عند ورود حرف الإخفاء مسموعة من الأنف من غير تشديد، كما لا يشدد حرف الإخفاء الذي يليها.
وسمي إخفاء لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروفه.
وسمي حقيقيا لأنه متحقق في النون الساكنة والتنوين أكثر من غيرها بخلاف الإخفاء الشفوي.
حروف الإخفاء خمسة عشر، جمعت في أوائل كلمات هذا البيت:
صف ذا ثناكم جاد شخص قد سما ... دم طيّبا زد في تقى ضع ظالما
وهذه أمثلتها:
1 / 16
١ - / ص/ وَانْصُرْنا/ [البقرة: ٢٥٠] / وَلَمَنْ صَبَرَ [الشورى: ٤٣] / بِرِيحٍ صَرْصَرٍ [الحاقة: ٦] / وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ [الرعد: ٤] ٢ - / ذ/ (منذ) / ظِلٍّ ذِي [المرسلات: ٣٠] / عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ [آل عمران: ٤] / مَنْ ذَا [البقرة: ٢٤٥] ٣ - / ث/ وَالْأُنْثى [البقرة: ١٧٨] / شَهِيدًا ثُمَّ [النحل: ٨٤] / نُطْفَةٍ ثُمَّ [الكهف: ٣٧] / خَيْرٌ ثَوابًا [الكهف: ٤٤] ٤ - / ك/ فَانْكِحُوا [النساء: ٣] / عُلُوًّا كَبِيرًا [الإسراء: ٤] / كِتابٌ كَرِيمٌ [النمل: ٢٩] / وَإِنْ كانَتْ [البقرة: ١٤٣] ٥ - / ج/ فَأَنْجَيْناهُ [الأعراف: ٦٤] / مَنْ جاءَ [الأنعام: ١٦٠] / رُطَبًا جَنِيًّا [مريم: ٢٥] / فَصَبْرٌ جَمِيلٌ [يوسف: ١٨] ٦ - / ش/ أَنْشَرَهُ [عبس: ٢٢] / فَمَنْ شَهِدَ [البقرة: ١٨٥] / رُكْنٍ شَدِيدٍ [هود: ٨٠] / قَوِيٌّ شَدِيدُ [الأنفال: ٥٢] ٧ - / ق/ تَنْقِمُونَ [المائدة: ٥٩] / مِنْ قَبْلُ [البقرة: ٢٥] / رِزْقًا قالُوا [البقرة: ٢٥] / عَذابٌ قَرِيبٌ [هود: ٦٤] ٨ - / س/ الْإِنْسانُ [النساء: ٢٨] / قَوْلًا سَدِيدًا [النساء: ٩] / أَمْرٍ سَلامٌ [القدر: ٤، ٥] / فَوْجٌ سَأَلَهُمْ [الملك: ٨] ٩ - / د/ أَنْدادًا [البقرة: ٢٢] / مِنْ دَابَّةٍ [الأنعام: ٣٨] / وَكَأْسًا دِهاقًا [النبأ: ٣٤] / قِنْوانٌ دانِيَةٌ [الأنعام: ٩٩] ١٠ - / ط/ انْطَلِقُوا [المرسلات: ٢٩] / حَلالًا طَيِّبًا [البقرة: ١٦٨] / كَلِمَةً طَيِّبَةً [إبراهيم: ٢٤] / بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ [سبأ: ١٥] ١١ - / ز/ أُنْزِلَ [البقرة: ٤] / فَإِنْ زَلَلْتُمْ [البقرة: ٢٠٩] / نَفْسًا زَكِيَّةً [الكهف: ٧٤] / يَوْمَئِذٍ زُرْقًا [طه: ١٠٢] ١٢ - / ف/ يُنْفِقُونَ [البقرة: ٢١٥] / فَإِنْ فاؤُ [البقرة: ٢٢٦] / تَخَوُّفٍ فَإِنَّ/ [النحل: ٤٧] / لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ [الحجر: ٨٥] ١٣ - / ت/ أَنْتَ [البقرة: ٣٢] / حِلْيَةً تَلْبَسُونَها [النحل: ١٤] / يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ [الحاقة: ١٨] / أَنْ تَقُولَ [الزمر: ٥٦] ١٤ - / ض/ مَنْضُودٍ [هود: ٨٢] / مَنْ ضَلَّ [المائدة: ١٠٥] / قُوَّةٍ ضَعْفًا [الروم: ٥٤] / قِسْمَةٌ ضِيزى [النجم: ٢٢] ١٥ - / ظ/ تُعْرَضُونَ/ [الأنعام: ١١] / ظِلًّا ظَلِيلًا/ النساء: ٥٧] / مِنْ ظَهِيرٍ [سبأ: ٢٢] / سَحابٌ ظُلُماتٌ [النور: ٤٠]
1 / 17
وجه الإخفاء
: لم تبعد النون الساكنة والتنوين عن حروف الإخفاء كبعدهما عن حروف الإظهار، ولم يقربا منهن كقربهما من حروف الإدغام، لذا أعطيا حكما وسطا بين الإظهار والإدغام.
ملحوظات في الإخفاء
: ١ - من الخطأ البيّن في الإخفاء إلصاق اللسان في الثنايا العليا، مما ينشأ عنه نون ساكنة مظهرة مصحوبة بغنة، وصواب اللفظ أن يكون هنالك تجاف بين اللسان والثنايا العليا، فيجعل القارئ لسانه بعيدا عن مخرج النون قليلا، وأكثر ما يتأكد ذلك عند الطاء والدال والتاء والضاد.
٢ - الإخفاء غير مصحوب بالتشديد لأنه إخفاء عند الحروف، أما الإدغام ففيه تشديد لأنه إدغام في الحروف.
٣ - مراتب قوة الإخفاء بحسب قرب وبعد مخارج حروف الإخفاء من النون والتنوين:
أ- أعلاها: عند الطاء والدال والتاء، فالإخفاء هنا قريب من الإدغام.
ب- أدناها: عند القاف والكاف.
فالإخفاء هنا قريب من الإظهار لبعد القاف والكاف عن النون والتنوين.
ج- أوسطها: عند الأحرف العشرة الباقية.
(ر- الغنة).
٤ - في حالة إخفاء النون الساكنة والتنوين يتحول مخرجهما من طرف اللسان إلى قرب مخرج الحرف الذي يخفيان عنده وليس إلى الخيشوم.
٥ - امتاز أبو جعفر عن كلّ القراء بالإخفاء عند الغين والخاء، نحو: مِنْ غِلٍّ [الأعراف: ٤٣] مِنْ خَيْرٍ [البقرة: ١٠٥]، واستثني له وَالْمُنْخَنِقَةُ [المائدة: ٣] إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا [النساء: ١٣٥] فَسَيُنْغِضُونَ [الإسراء: ٥١] فيظهر النون في هذه المواضع فقط. ووجه الإخفاء عنده قرب الغين والخاء من حرفي أقصى اللسان القاف والكاف.
الإخفاء الشفوي:
هو إخفاء الميم الساكنة قبل الباء.
وإخفاء الميم هنا ليس إعداما لذاتها بالكلية، بل إضعافها وستر ذاتها، بتقليل الاعتماد على مخرجه.
ووجه الإخفاء هنا أن الميم والباء لما اشتركا في المخرج وتجانسا في الانفتاح والاستفال ثقل الإظهار والإدغام، ولذا عدل بهما إلى الإخفاء.
أمثلة:
وَهُمْ بِالْآخِرَةِ [الأعراف: ٤٥] تَرْمِيهِمْ
1 / 18
بِحِجارَةٍ [الفيل: ٤] أَدْراكُمْ بِهِ [يونس:
١٦].
ملحوظات:
١ - سمي هذا الإخفاء شفويا لخروج الميم والباء من الشفتين. ولأمر آخر وهو التفرقة بين الإخفاء الحقيقي والإخفاء الشفوي، وذلك لأن الميم الساكنة لا يتحقق الإخفاء عندها كتحققه في النون والتنوين، لأن في الميم الساكنة تبعيضا للحرف وسترا لذاته، بخلاف النون والتنوين، فإن ذاتهما تكاد تكون معدومة، فإنه لم يبق منهما إلا الغنة فقط.
٢ - مخرج الميم الساكنة المخفاة في الباء لا يتحول إلى الخيشوم بل هو ثابت في مخرج الميم الأصلي، وهو ما بين الشفتين.
٣ - في الميم الساكنة قبل الباء وجهان صحيحان:
١ - الإخفاء الشفوي مع الغنة، (وهو ما سبق شرحه).
٢ - الإظهار التام من غير غنة.
وقال المحقق ابن الجزري:
والوجهان صحيحان، مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب، وعلى إخفائها في قراءة أبي عمرو ويعقوب حالة الإدغام.
واختار هذا الوجه أكثر المحققين كالداني والشاطبي وابن الجزري وابن مجاهد وجماهير أهل الأداء.
الإخلاص:
تعرفة وبيان:
ترتيبها المصحفي: ١١٢ نوعها: مكية آيها: ٤ مدني وكوفي وبصري، ٥ مكي وشامي ألفاظها: ١٥ ترتيب نزولها: ٢٢ بعد الناس جلالاتها: ٢
أسماؤها:
الأساس، قل هو الله أحد، التوحيد، النجاة، المعوذة، الصمد، المانعة، البراءة.
فضائلها:
قال ﵊: «من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: ١] فقد قرأ ثلث القرآن».
الأخوان:
هما الإمامان حمزة والكسائي.
(ر- القراء العشرة)،
إدريس (ت ٢٩٢ هـ):
أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم البغدادي الحداد.
1 / 19
راوي خلف أحد القراء العشرة.
الإدغام:
لغة: الإدخال.
اصطلاحا: خلط الحرفين المتماثلين أو المتقاربين أو المتجانسين، فيصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة.
فائدته:
التخفيف والتسهيل في النطق.
شروطه:
١ - شرط خاص بالمدغم، وهو التقاؤه بالمدغم فيه خطا ولفظا، نحو:
مِنْ رَبِّهِمْ [البقرة: ٥]، مَنْ يَعْمَلْ [النساء: ١٢٣]، أو خطا لا لفظا، نحو:
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا [النور: ١٥] ويمتنع كونه لفظا لا خطا فلا يدغم، نحو: أَنَا النَّذِيرُ [الحجر: ٨٩].
٢ - شرط خاص بالمدغم فيه، وهو أن يكون أكثر من حرف إذا كان الإدغام في كلمة، نحو: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ [المرسلات: ٢٠] عند كل القراء، ونحو:
خَلَقَكُمْ [البقرة: ٢١] عند من أدغمه.
ويخرج من هذا القيد، نحو:
خَلَقَكَ [الانفطار: ٧]، نَرْزُقُكَ [طه:
١٣٢] لأن المدغم فيه آخر حرف في الكلمة.
أسبابه:
١ - التماثل: وهو اتحاد الحرفين مخرجا وصفة.
٢ - التقارب: وهو تقارب الحرفين مخرجا أو صفة.
٣ - التجانس: وهو اتحاد الحرفين مخرجا واختلافهما صفة.
موانعه:
١ - قسم متفق عليه، وهو كون الأول من المثلين أو المتقاربين منونا أو مشددا أو تاء ضمير، وذلك نحو:
- أمثلة المنوّن: غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة: ١٧٣]، ظُلُماتٍ ثَلاثٍ [الزمر:
٦]، رَجُلٌ رَشِيدٌ [هود: ٧٨].
- أمثلة المشدّد: رَبِّ بِما [الحجر:
٣٩]، مَسَّ سَقَرَ [القمر: ٤٨]، أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة: ٢٠٠].
- أمثلة تاء الضمير: كُنْتُ تُرابًا [النبأ: ٤٠]، كِدْتَ لَتُرْدِينِ [الصافات:
٥٦]، خَلَقْتَ طِينًا [الإسراء: ٦١].
٢ - قسم مختلف فيه، وهو كون أول المثلين أو المتقاربين أو المتجانسين مجزوما.
- أمثلة المثلين: يَخْلُ لَكُمْ [يوسف:
٩]، يَبْتَغِ غَيْرَ [آل عمران: ٨٥]، يَكُ كاذِبًا [غافر: ٢٨].
- أمثلة المتجانسين: وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ [النساء: ١٠٢].
1 / 20
- أمثلة المتقاربين: وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً [البقرة: ٢٤٧]، وَآتِ ذَا الْقُرْبى [الإسراء: ٢٦].
ويعتد بهذا المانع في المتقاربين. أما في المثلين والمتجانسين فيجوز فيهما الإدغام والإظهار (كما في قراءة أبي عمرو البصري).
(ر- الإدغام الكبير).
ملحوظة:
إذا وجد الشرط والسبب وارتفع المانع جاز الإدغام.
وللإدغام أقسام مختلفة:
الإدغام بحسب الغنة:
١ - إدغام بغنة.
٢ - إدغام بغير غنة.
الإدغام من حيث كمال الإدغام ونقصانه:
١ - إدغام كامل.
٢ - إدغام ناقص.
الإدغام بحسب حركة الحرف المدغم والمدغم فيه:
١ - إدغام صغير.
٢ - إدغام كبير.
٣ - إدغام مطلق.
الإدغام باعتبار أسبابه:
١ - إدغام متماثل.
٢ - إدغام متقارب.
٣ - إدغام متجانس.
الإدغام بحسب الوجوب والجواز:
١ - إدغام واجب.
٢ - إدغام جائز.
(ر- كلّا في بابه).
أمثلة تطبيقية تستوعب أنواع الإدغام كلها:
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ [يس: ٦٨] إدغام بغنة كامل صغير متماثل واجب.
ارْكَبْ مَعَنا [هود: ٤٢] إدغام بغنة كامل صغير متجانس جائز.
مِنْ ماءٍ [البقرة: ١٦٤] إدغام بغنة كامل صغير متقارب واجب.
آوَوْا وَنَصَرُوا [الأنفال: ٧٢] إدغام بغير غنة كامل صغير متماثل واجب.
أَثْقَلَتْ دَعَوَا [الأعراف: ١٨٩] إدغام بغير غنة كامل صغير متجانس واجب.
تَأْمَنَّا [يوسف: ١١] إدغام بغنة كامل كبير متماثل جائز.
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها [هود: ٦] [في رواية السوسي عن أبي عمرو] إدغام بغنة كامل كبير متماثل جائز.
الإدغام بغنة:
هو إدغام حرف ساكن في آخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني، مع مصاحبة الغنة لهما.
1 / 21
سمي إدغاما بغنة لظهور غنة النون والتنوين والميم ظهورا بيّنا.
وهو أنواع:
١ - إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف: (ي، ن، م، و).
أمثلة:
ي: وَإِنْ يَرَوْا [الأنعام: ٢٥]، فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ [الكهف: ٤٣].
و: مِنْ والٍ [الرعد: ١١]، إِيمانًا وَهُمْ [التوبة: ١٢٤].
م: مِنْ ماءٍ [البقرة: ١٦٤]، صِراطًا مُسْتَقِيمًا [النساء: ٦٨].
ن: مَنْ نَشاءُ [الأنعام: ٨٣]، مَلِكًا نُقاتِلْ [البقرة: ٢٤٦].
وجه الإدغام في هذا النوع التماثل بالنسبة للنون، والتجانس في الجهر والاستفال والانفتاح بالنسبة للواو والياء، والتجانس في الغنة وسائر الصفات بالنسبة للميم.
ملحوظة:
هذا الإدغام لا يكون إلا في كلمتين، وعليه فالكلمات التالية: بُنْيانٌ [الصف: ٤]، قِنْوانٌ [الأنعام: ٩٩]، الدُّنْيا [البقرة: ٨٥]، صِنْوانٌ [الرعد:
٤] لا إدغام فيها.
(- الإظهار المطلق).
٢ - إدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة، نحو: وَمِنْهُمْ مَنْ [البقرة:
٢٠١]، وَرَزَقَكُمْ مِنَ [الأنفال: ٢٦]، قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ [النحل: ٢٢].
ووجه الإدغام هنا التماثل.
الإدغام بغير غنة:
هو إدخال حرف ساكن في آخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني، مع عدم مصاحبة الغنة.
وهو أنواع:
١ - إدخال النون الساكنة أو التنوين في الراء واللام.
أمثلة:
أَنْ لَوْ [الأعراف: ١٠٠]، أَنْدادًا لِيُضِلُّوا [إبراهيم: ٣٠]، مِنْ رَبِّهِمْ [البقرة: ٥]، بَشَرًا رَسُولًا [الإسراء: ٩٤].
ملحوظة:
يجب أن يكون هذا الإدغام في كلمتين.
وجه الإدغام: التقارب في المخرج على رأي الجمهور، والتجانس على مذهب الفراء ومن وافقه، إذ النون واللام والراء عندهم يخرجن من مخرج واحد.
وسمي إدغاما بغير غنة لذهاب صوت
1 / 22
الغنة بالكلية، وذلك لاكتمال الإدغام.
٢ - إدغام المتقاربين والمتماثلين والمتجانسين ما عدا (الإدغام بغنة، إدغام ارْكَبْ مَعَنا [هود: ٤٢]).
أمثلة:
وَقالَتْ طائِفَةٌ [آل عمران: ٧٢]، إِذْ دَخَلُوا [الحجر: ٥٢]، فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ [البقرة: ١٦]، يُكْرِهْهُنَّ [النور: ٣٣]، آوَوْا وَنَصَرُوا [الأنفال:
٧٢]، أَثْقَلَتْ دَعَوَا [الأعراف: ١٨٩].
أما نحو: مَنْ نَشاءُ [الأنعام: ٨٣]، ارْكَبْ مَعَنا [هود: ٤٢]، مِنْ واقٍ [الرعد: ٣٤] فإدغام بغنة.
وأما نحو: مَنْ يَعْمَلْ [النساء:
١٢٣]، مِنْ وَلِيٍّ [البقرة: ١٠٧] في رواية خلف عن حمزة فإدغامها إدغام بغير غنة.
الإدغام الجائز:
هو الإدغام الذي اختلف فيه القراء بين مظهر ومدغم.
وهو أقسام خمسة:
١ - الإدغام الجائز في ذال إِذْ [البقرة: ١٣١].
٢ - الإدغام الجائز في دال قَدْ [البقرة: ٦٠].
٣ - الإدغام الجائز في تاء التأنيث الساكنة.
٤ - الإدغام الجائز في لام هَلْ [البقرة: ٢١٠] وبَلْ [البقرة: ٨٨].
٥ - الإدغام الجائز في حروف قربت مخارجها.
١ - الإدغام الجائز في ذال إِذْ*:
تدغم ذال إِذْ [البقرة: ١٣١] في ستة أحرف، هي: (ت، ز، ص، د، س، ج).
أمثلة:
ت: إِذْ تَمْشِي [طه: ٤٠].
ز: وَإِذْ زَيَّنَ [الأنفال: ٤٨].
ص: وَإِذْ صَرَفْنا [الأحقاف: ٢٩].
د: إِذْ دَخَلُوا [الحجر: ٥٢].
س: إِذْ سَمِعْتُمُوهُ [النور: ١٢].
ج: وَإِذْ جَعَلْنَا [البقرة: ١٢٥].
مذاهب القراء:
١ - أظهر ذال إِذْ* عند الأحرف الستة كل من نافع وابن كثير وعاصم وأبي جعفر ويعقوب.
٢ - أظهر الكسائى وخلاد ذال إِذْ* عند الجيم فقط، وأدغماها في البقية.
٣ - أدغم خلف عن حمزة وخلف لنفسه في اختياره ذال إِذْ* في التاء والدال، وأظهراها عند بقية الأحرف.
٤ - أدغمها ابن ذكوان في الدال فقط وأظهرها عند البقية.
٥ - وقرأ أبو عمرو وهشام بإدغام ذال
1 / 23
إِذْ* في كل الحروف الستة.
٢ - الإدغام الجائز في دال قَدْ*:
تدغم دال قَدْ* في أحرف ثمانية، هي:
(س، ذ، ض، ظ، ز، ج، ص، ش).
أمثلة:
س: قَدْ سَأَلَها [المائدة: ١٠٢].
د: وَلَقَدْ ذَرَأْنا [الأعراف: ١٧٩].
ض: فَقَدْ ضَلَّ [البقرة: ١٠٨].
ظ: فَقَدْ ظَلَمَ [البقرة: ٢٣١].
ز: وَلَقَدْ زَيَّنَّا [الملك: ٥].
ج: لَقَدْ جاءَكُمْ [التوبة: ١٢٨].
ص: وَلَقَدْ صَرَّفْنا [الإسراء: ٤١].
ش: قَدْ شَغَفَها [يوسف: ٣٠].
مذاهب القراء:
١ - أظهر دال قَدْ* عند الأحرف الثمانية عاصم وقالون وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب.
٢ - أدغم دالها ورش في الضاد والظاء فقط، وأظهرها عند البقية.
٣ - أدغم دالها ابن ذكوان في الضاد والذال والزاي والظاء. وورد عنه الإدغام والإظهار، في: وَلَقَدْ زَيَّنَّا [الملك: ٥]. فبالإظهار قرأ له الداني على عبد العزيز الفارسي، وبالإدغام قرأ على أبي الحسن طاهر بن غلبون، وأظهرها ابن ذكوان عند الباقي.
٤ - أدغمها هشام في كل الأحرف إلا في: لَقَدْ ظَلَمَكَ [ص: ٢٤].
٥ - وأدغمها في كل الأحرف الثمانية كل من أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف.
٣ - الإدغام الجائز في تاء التأنيث الساكنة:
تدغم تاء التأنيث الساكنة في أحرف ستة، هي؛ (س، ث، ص، ز، ظ، ج).
أمثلة:
س: أُنْزِلَتْ سُورَةٌ [التوبة: ٨٦].
ث: كَذَّبَتْ ثَمُودُ [الشعراء: ١٤١].
ص: حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ [النساء: ٩٠].
ز: خَبَتْ زِدْناهُمْ [الإسراء: ٩٧].
ظ: كانَتْ ظالِمَةً [الأنبياء: ١١].
ج: وَجَبَتْ جُنُوبُها [الحج: ٣٦].
مذهب القراء:
١ - أظهرها عند الأحرف الستة: ابن كثير وعاصم وقالون وأبو جعفر ويعقوب.
٢ - أدغمها ورش في الظاء فقط، وأظهرها عند الباقي.
٣ - أظهرها ابن عامر عند السين والجيم والزاي، وأدغمها في الثلاثة الباقية.
٤ - وأظهر هشام عن ابن عامر في
1 / 24