المحيط في اللغة تأليف: كافي الكفاة، الصاحب، إسماعيل بن عباد (٣٢٦ - ٣٨٥ هـ) بتحقيق: الشيخ محمد حسن آل ياسين عالم الكتب

1 / 1

«المحيط» في اللغة للصاحب بن عباد، المتوفى سنة ٣٨٥ هـ، معجم شهير معروف، تردَّد ذكره كثيرًا في بحوث اللغة وكتب التاريخ والتراجم والطبقات (^١)، وأفاد منه الكثير من أعلام اللغة وفضلائها فيما اطلعنا عليه من معجماتهم ومؤلفاتهم القيمة (^٢)، ونسخه الناسخون لأنفسهم ولغيرهم بالأجرة (^٣) عصرًا بعد عصر، ونال مقامًا بارزًا في الدراسات اللغوية بكل جدارة واستحقاق؛ فأصبح المعنيُّ بالتاريخ الموسوعي للغة العربية ملزمًا بذكر هذا الكتاب وبإعطائه ما يستحقه من الاهتمام (^٤). وتلك حقيقة جلية لا تحتاج إلى مزيد بيان. وحسبنا في إيجاز التعريف به أنْ نعرف أنَّ هذا الكتاب بما ضمَّ بين دفتيه _________ (^١) معجم الأدباء:٦/ ٢٦٠ ووفيات الأعيان:١/ ٢٠٨ ومعاهد التنصيص:٢/ ١٥٧ والبداية والنهاية: ١١/ ٣١٦ وبغية الوعاة:١٩٧ وشذرات الذهب:٣/ ١١٤ وكشف الظنون:٢/ ١٦٢١. (^٢) كفقه اللغة للثعالبي (ت ٤٢٩ هـ):٢٢ و٢٦١، والعباب والتكملة والذيل والصلة للصغاني (ت ٦٥٠ هـ):١/ ٨، والقاموس المحيط للفيروزابادي (ت ٨١٦ هـ):١/ ٣٥٩ و٢/ ٢٣١ ومواضع أخرى، وتاج العروس للزبيدي (ت ١٢٠٥ هـ):١/ ٣٩، وفي كثير من صفحاته. (^٣) انباه الرواة:١/ ٢٠١. (^٤) كالدكتور إبراهيم أنيس في كتابه دلالة الألفاظ:٢٤٢ (الطبعة الثالثة، القاهرة،١٩٧٦ م) والدكتور حسين نصار في كتابه المعجم العربي: نشأته وتطوره:١/ ٣٦٠ - ٣٧١ (الطبعة الثانية، القاهرة، ١٩٦٨ م).

1 / 9

من ثروة لغوية ضخمة قد مثَّل لنا-بكل صدقٍ وشموخ-ذلك التطور العظيم في العمل المعجمي في القران الرابع الهجري، بما شهد من أعمال القالي والأزهري وابن فارس والجوهري واضرابهم من الجهابذة المدققين. ومن هنا كان لا بد من الاهتمام بهذا المعجم ومن إخراجه للناس المعنيين، تحفة من تحف التراث الخالد وحلقة مضيئة من حلقات الجهد المعجمي المشرِّف؛ التي ابتدأها الخليل الفراهيدي ب «عينه» وما زالت متسلسلة حتى اليوم وإلى ما بعد اليوم، إن شاء الله. *** إن مؤلِّف الكتاب هو الصاحب، كافي الكفاة، أبو القاسم، إسماعيل بن عبّاد بن العباس بن أحمد بن إدريس، الطالقاني، الأصبهاني (^٤) (/أ)، المولود في اليوم السادس عشر من شهر ذي القعدة الحرام سنة ٣٢٦ هـ (^٥) في أصح الروايات، والمتوفى عام ٣٨٥ هـ (^٦)، والمدفون في تربته الخاصة بأصبهان (^٧). اتصل في أوائل شبابه بأبي الفضل محمد بن العميد وزير ركن الدولة بن _________ (^٤) (/أ) أخبار اصبهان:١/ ٢١٤ و٢/ ١٣٨ ومحاسن اصفهان:١٣ و٩٨ ويتيمة الدهر:٣/ ٢٦٧ والأنساب:٣٦٤ ومعالم العلماء:١٣٦ ومعجم الأدباء:٦/ ١٦٨ ومعجم البلدان:٦/ ٨ ووفيات الأعيان:١/ ٢٠٦ ومعاهد التنصيص:٢/ ١٥٢ والبداية والنهاية:١١/ ٣١٤ والنجوم الزاهرة: ٤/ ١٧٠ وبغية الوعاة:١٩٦ وشذرات الذهب:٣/ ١١٣. (^٥) أخبار اصبهان:١/ ٢١٤ ومعجم الأدباء:٦/ ٢٠٨ ووفيات الأعيان:١/ ٢٠٩ وتاريخ أبي الفداء: ٢/ ١٣٠ ومعاهد التنصيص:٢/ ١٥٢ ولسان الميزان:١/ ٤١٤ وشذرات الذهب:٣/ ١١٥. (^٦) أخبار اصبهان:١/ ٢١٤ وانباه الرواة:١/ ٢٠٢ ونزهة الألباء:٤٠١ ويتيمة الدهر:٣/ ٢٥٣ وذيل تجارب الأمم:٢٦١ ووفيات الأعيان:١/ ٢٠٩ والكامل:٧/ ١٦٩ والمنتظم:٧/ ١٧٩ وتاريخ ابن خلدون:٤/ ٤٦٦ ونهاية الأرب:٣/ ١٠٨ والنجوم الزاهرة:٤/ ١٦٩ ومعجم الأدباء:٦/ ١٧١ ولسان الميزان:١/ ٤١٤ ومعاهد التنصيص:٢/ ١٦١ وتاريخ أبي الفداء:٢/ ١٣٠ ومصادر أخرى. (^٧) ذيل تجارب الأمم:٢٦٢.

1 / 10

بويه صلَةَ التلميذ بالأستاذ، ثم ازدادت هذه الصلة متانة فأصبح ابن عباد كاتبًا لابن العميد (^٨)، فأبدى من الكفاية والمقدرة ما أثار الإعجاب والتقدير. وحينما عزم الأمير أبو منصور بويه بن ركن الدولة على زيارة بغداد في سنة ٣٤٧ هـ لم يجد مَنْ يصلح لمرافقته والكتابة له في هذه الرحلة سوى ابن عباد (^٩)، فكانت صحبة السفر-هذه-مفتاحًا لعلاقةٍ توطَّدتْ بينهما على مرِّ الأيام، فحصل للصاحب «عنده بقِدَم الخدمة قَدَم، وأنس منه مؤيد الدولة كفاية وشهامة فلقَّبه بالصاحب كافي الكفاة» (^١٠). ولما توفي أبو الفضل ابن العميد سنة ٣٦٠ هـ وولي ابنه أبو الفتح منصبه في الوزارة، أبقى الصاحب على حاله السابقة أيام أبيه في الكتابة والصحبة، حتى إذا مات ركن الدولة بن بويه سنة ٣٦٦ هـ ورجعت الأمور إلى الأمير مؤيد الدولة خاف ابن العميد من الصاحب-بحكم علاقته المتينة بالأمير-؛ فبعث الجند على الشغب وهمّوا بقتل الصاحب (^١١)، فرأى مؤيد الدولة أن من الحكمة إبعاد ابن عباد-ريثما تنفرج الأزمة-فأبعده إلى اصبهان، وما ان لبث هناك مدة وجيزة من الزمن حتى تَمَّ لمؤيد الدولة ما دبَّره من الحيلة في قتل ابن العميد والتخلص منه (^١٢) ف «استدعى ابن عباد من اصفهان، وولي الوزارة، ودبَّرها برأي وثيق» (^١٣). وحينما توفي مؤيد الدولة سنة ٣٧٣ هـ-ولم يكن قد عهد بالأمر لأحدٍ من بعده-عمل الصاحب على أن يكون ذلك لفخر الدولة بن ركن الدولة. فلما _________ (^٨) معجم الأدباء:٦/ ١٧٢. (^٩) تجارب الأمم:٦/ ١٦٨. (^١٠) معجم الأدباء:٦/ ١٧٢. (^١١) معجم الأدباء:١٤/ ١٩٤. (^١٢) المصدر السابق:١٤/ ٢٠٦ - ٢١٠ و٢١٩ - ٢٢٧. (^١٣) المصدر نفسه:١٤/ ٢٢٧.

1 / 11

انتظم الأمر لفخر الدولة «خلع على الصاحب خِلَعَ الوزارة، وأكرمه وعظَّمه، وصدر عن رأيه في جليل الأمور وصغيرها» (^١٤). وبقي الصاحب وزيرًا لفخر الدولة حتى أدركته المنية في سنة ٣٨٥ هـ. وكان قد نال من المقام والاحترام والأُبَّهة أيام وزارته ما لم ينل مثله أحدٌ من أمثاله (^١٥). *** ألَّف وصنَّف ما وسعه وقته وأسعفه جهده، وبلغت مؤلفاته في إحصاء بعض المتقدمين (١٨) كتابًا (^١٦)، ثم ارتفع العدد في إحصاءات المتأخرين حتى بلغ (٣٠) (^١٧) و(٣١) (^١٨) و(٣٧) (^١٩)، وقد طبع منها-فيما نعلم-ما نسرده فيما يأتي بحسب التسلسل الهجائي: ١ - الإبانة عن مذهب أهل العدل (بتحقيق محمد حسن آل ياسين. النجف ١٣٧١ هـ، بغداد ١٣٨٣ هـ). ٢ - الإِقناع في العروض وتخريج القوافي (بتحقيق محمد حسن آل ياسين. بغداد ١٣٧٩ هـ). ٣ - الأمثال السائرة من شعر المتنبي (بتحقيق محمد حسن آل ياسين. _________ (^١٤) ذيل تجارب الأمم:٩٣ والكامل:٧/ ١١٧ - ١١٨. (^١٥) يراجع في تفصيل ذلك: الإِمتاع والمؤانسة:١/ ٥٤ و٦١ وكمال البلاغة:٧٦ - ٧٧ ويتيمة الدهر:٣/ ١٦٩ - ١٧٠ و١٧٩ - ١٨٠ وإنباه الرواة:١/ ٢٠٢ ومعجم الأدباء:٦/ ١٩٠ و٢٣٨ - ٢٣٩ و٢٤٥ - ٢٤٨ و٢٥٢. (^١٦) معجم الأدباء:٦/ ٢٦٠. (^١٧) أعيان الشيعة:١١/ ٤٢٧ - ٤٣١. (^١٨) الغدير:٤/ ٤١ - ٤٢. (^١٩) مقدمة الهداية والضلالة:٢٠ - ٢٢.

1 / 12

Usul - Qalabka Cilmi-baarista ee Qoraalada Islaamka

Usul.ai waxa uu u adeegaa in ka badan 8,000 qoraal oo Islaami ah oo ka socda corpus-ka OpenITI. Hadafkayagu waa inaan fududeyno akhrinta, raadinta, iyo cilmi-baarista qoraalada dhaqameed. Ku qor hoos si aad u hesho warbixinno bille ah oo ku saabsan shaqadayada.

© 2024 Hay'adda Usul.ai. Dhammaan xuquuqaha waa la ilaaliyay.