Waraabayaasha Buugaagta Timbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Noocyada
في موبتي وجد سيارة دفع رباعي متجهة إلى تمبكتو، فركب فيها مع أحد مساعدي رئيس البلدية وعدة أشخاص آخرين. بلغوا الضفة الجنوبية للنهر قبل حلول الليل مباشرة، لكن العبارة كانت قد توقفت عن العمل في المساء؛ لذا نادوا زورق صيد، فحملهم إلى الضفة الأخرى، ثم أقنعوا سائق سيارة لاند روفر أن يأخذهم معه الأميال التسعة الأخيرة إلى تمبكتو. عند نقطة التفتيش بجوار محطة وقود توتال، اقترب من السيارة مجاهد شاب معه بندقية، ويرتدي صدرية، ويضع عمامة على الطريقة الأفغانية. اعتقد القاضي أنه كان باكستانيا.
كان مساعد رئيس البلدية قلقا - ما الذي سيحدث إن اكتشفوا هويته؟ - لكن الجهادي الشاب لم يطلب حتى أن يطلع على هوياتهم. كان شاغله الوحيد هو المرأة المسنة التي كانت جالسة مع الرجال في المقاعد الخلفية.
استولت الدهشة على القاضي، الذي كان مسلما متعلما ومتدينا. قال له إنها امرأة مسنة. وكان ابنها يرافقها. ولا يوجد ما يمنع في الإسلام أن يسافر الرجال والنساء معا.
صاح المقاتل الشاب: «أنت تكذب!» ثم أضاف: «لقد تعمدتم وضع المرأة وسطكم! عليكم أن تخرجوا من السيارة. اخرجوا!»
هرع الركاب إلى تنفيذ ما قاله الرجل المسلح، وبسرعة جعل السائق المرأة تتبادل مقعدها مع رجل كان يجلس في المقعد الأمامي. كانت لا تزال جالسة بجوار رجل، وهو السائق، لكن الجهادي كان راضيا لأن الأمور قد عادت لنصابها الصحيح بحسب فكره السلفي، وأشار إلى اللاند روفر بأن تمضي في طريقها.
كان الظلام قد حل عندما وصل القاضي إلى منزله في أباراجو. اتصل هاتفيا بأبي بكرين ليخبره بأنه قد عاد، ثم ذهب ليخلد إلى الراحة، وفي الصباح التالي ذهبا معا إلى المبنى القديم، حيث التقيا بأبا وحاسيني مجددا. اتصلوا بمعيجا من هناك: أراد المدير أن يشرح المهمة الجديدة بنفسه للحارس. في عصر ذلك اليوم، شرعوا في مهمتهم، التي سرعان ما أصبحت أمرا روتينيا.
كان القاضي سيغادر منزله قبل وقت الظهيرة لأداء صلاة الضحى في مسجد في السوق. ثم، مع ارتفاع حرارة الجو وعودة الناس إلى بيوتهم لتناول الطعام وأخذ قسط من الراحة، مضى في طريقه إلى شارع شيمنيتز، وجلب معه دزينة أو نحو ذلك من أشولة الأرز. أدخله حاسيني إلى المستودع. وهناك عملا معا، فكان القاضي يأخذ الصناديق من فوق الأرفف ويمررها واحدا تلو الآخر إلى حاسيني، الذي كان يضعها على الطاولة ويفتحها بينما يسجل القاضي الرقم الفهرسي لكل مخطوطة. في المهمة الأولى كانوا قد سجلوا العناوين أيضا، لكن لأن حاسيني لم يكن يقرأ العربية، كانا الآن يسجلان الأرقام فقط. نقلا المخطوطات من الصناديق ليوفرا مساحة في الخزائن، وفتح حاسيني كل شوال بينما كان القاضي يملؤه بحرص. وفيما عدا بضع وثائق علمية كان القاضي قد تعرف عليها، لم يعرف بالضبط ماهية المخطوطات؛ فقد كان يأخذ ما استطاع أخذه فحسب.
ظلا يعملان حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، وتوقفا عن العمل عندما بدأت المدينة تصحو ثانية، ثم بقي القاضي مع حاسيني وأبا في منزلهما في مجمع المكتبة حتى الغسق. عندما كان الليل قد حل، خرج أحدهم إلى الشارع لينادي حمالا معه عربة جر يدوية، فجاء بها الحمال إلى المدخل الخلفي وحملها بالأشولة. عندما أصبحوا مستعدين للتحرك، سار أبا في الشارع الرئيسي ليتحقق من أن الطريق كان آمنا. بإشارة منه، تحرك الرجال؛ إذ سار حاسيني أمام الحمال الذي كان يجر العربة، والقاضي في الخلف، وساروا مسافة نصف ميل إلى منزل أبي بكرين. حرصوا على اختيار حمال مختلف في كل ليلة حتى لا ينتاب أحدا ارتياب زائد، وساروا في الأزقة الخلفية قدر الإمكان لتجنب دوريات الجهاديين.
في اليوم الثاني أضافوا وردية مسائية. كان العمل في الليل أصعب - كان انقطاع الكهرباء متكررا، وتعين على أبا أن يمسك بكشاف ضوئي - لذا لم يتمكنوا من أن يلتزموا بذلك وقتا طويلا، لكن المخطوطات كانت تتكدس سريعا في المنزل المقابل لمسجد سيدي يحيى.
بعد ذلك اتصل أبو بكرين بمعيجا، الذي أعطاهم رقم تاجر كان حيدرة يعرفه، وكان هذا التاجر سيجلب المخطوطات جنوبا. أحضر التاجر عشر خزائن، وطلب منهم أن يملئوها ويأخذوها إلى مبنى معين في حي بيلافاراندي القريب. بعد ذلك نقل القاضي وأبو بكرين الوثائق إلى الخزائن. عندما كانت واحدة تمتلئ، كانا يحكمان غلقها بقفل عند كل طرف من الطرفين واحتفظ القاضي بالمفاتيح في جيبه. جرا الخزائن على عجلاتها، واحدة تلو الأخرى، إلى منزل التاجر، ولم يكونا ينقلان أكثر من اثنتين أو ثلاث في اليوم وفي أوقات مختلفة، ليتجنبا أن يلاحظهما أحد. وشحنت الخزائن من هناك إلى الجنوب في الشاحنات التي كانت لا تزال تطوي الصحراء، منتقلة على طريق التجارة من تمبكتو إلى باماكو. حتى في وقت الحرب، استمرت الناقلات في العمل؛ لأن الجهاديين احتاجوا إلى تجارة المدينة وإلى واردات الغذاء. بحسب معيجا، كان المحتلون يثقون في التاجر؛ إذ قال: «كان الإسلاميون يثقون فيه، وانتهز الفرصة لإخراج أشياء دون أن يزعجه أحد.»
Bog aan la aqoon