Waraabayaasha Buugaagta Timbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Noocyada
تمكن بارت أخيرا من مغادرة تمبكتو في ربيع عام 1854. رافقه البكاي إلى جاو، المدينة التي كانت يوما ما العاصمة البديعة لإمبراطورية سونجاي، والتي وجدها بارت حينئذ مخيبة للآمال. وهناك، في الثامن من يوليو، افترقا بعضهما عن بعض. كتب بارت: «مع أني شعرت بصدق بالتعلق بنصيري، لم يسعني إلا أن أشعر بالرضا العظيم عن كوني قد تمكنت أخيرا من أن أعود أدراجي إلى الوطن.» •••
عندما علمت الحكومة البريطانية بوفاة ريتشاردسون كانت قد عينت مساعدا جديدا لبارت، وهو شاب ألماني يدعى إدوارد فوجل، والذي كان قد انطلق من طرابلس في صيف عام 1853 ومعه تعليمات بالعثور على المستكشف. وبعد عام، أبلغ فوجل بأن بارت قد مات على مسافة مائة ميل من صكتو، وكتب إلى القنصل في طرابلس لينقل له الأخبار السيئة. أحيلت الرسالة إلى وزارة الخارجية، وأبلغ إخوة بارت ووالداه في هامبورج بذلك. وكتب بارت إنهم «شعروا بأبلغ مشاعر الحزن والأسى»، وأقاموا جنازة دفنوا فيها كل متعلقات المستكشف؛ إذ لم يكن ثمة جثمان ليدفنوه.
في الأول من ديسمبر من عام 1854، كان بارت مسافرا صوب كوكاوا، عاصمة بورنو، عبر غابات ممتدة في ظروف قاسية، عندما التقى بمصدر البلاغ الكاذب. أبصر مجموعة صغيرة تتقدم نحوه، يقودها رجل «ذو ملامح غريبة؛ شاب ذو بشرة فاتحة جدا، ويلبس ثوبا سودانيا [لباس بسيط من القماش] مثل الذي كنت أرتديه، ويضع عمامة بيضاء ملفوفة لفات كثيرة حول رأسه.» تعرف بارت على واحد من المسافرين إذ كان خادمه مادي، الذي كان قد تركه ليحرس منزلا كان قد اتخذه في كوكاوا منذ عامين. قال مادي للشاب ذي البشرة الشاحبة إن هذا هو «عبد الكريم»، وعندئذ هرول الغريب مسرعا نحوه.
بعد ذلك بسبعة عشر عاما، سيحيي هنري مورتون ستانلي مستكشفا أفريقيا مفقودا آخر على ضفاف بحيرة تنجانيقا بعبارة «أظن أنك دكتور ليفينجستون، أليس كذلك؟» ويعقد واحدا من أشهر اللقاءات في التاريخ. إن التقاء الرجلين البروسيين بالصدفة هو بالتأكيد حدث أقل شهرة. فبينما كتب ستانلي كتابا عن هذا الحدث المشار إليه، خصص بارت أقل من صفحتين من يومياته المنشورة للقائه هذا بأول أوروبي في غضون عامين. أصيب كلاهما بالدهشة، حسبما أورد. تبادلا تحية حارة، ثم ترجلا عن ركوبتهما وجلسا أرضا . أعد بارت بعض القهوة المغلية، «بحيث شعر كلانا نوعا ما وكأننا في وطننا»، وعندئذ قال فوجل لبارت إنه كان قد استهلك كل مخزون الحملة الاستكشافية، وفي ذلك المؤن التي كانت قد وضعت بحرص في كوكاوا وزيندر، وهو ما أصاب الرجل الأكبر سنا ب «ذهول عظيم». وإذا لم يكن هذا مؤلما بما يكفي، فقد عجز فوجل أيضا عن تقديم أي مشروبات كحولية له:
لم يسبب لي خبر نقص الإمدادات المالية الكثير من الدهشة بقدر النبأ الذي تلقيته منه بأنه لم يكن معه زجاجة نبيذ واحدة؛ لأنني، إذ كنت لم أشرب قطرة واحدة من أي شراب منبه عدا القهوة لأكثر من ثلاثة أعوام ... كنت أشعر باشتياق لا يوصف لعصير العنب، الذي علمتني تجربتي السابقة فائدته.
كان الأمر قد استغرق من فوجل ثمانية عشر شهرا للعثور على بارت. وبعد ساعتين، قرر الاثنان أن يفترقا بعضهما عن بعض، ليواصل فوجل رحلته إلى زيندر، ويعود بارت إلى كوكاوا.
كتب بارت: «أسرعت لكي ألحق بجماعتي.»
الفصل الحادي عشر
عملاء سريون
يونيو-سبتمبر 2012
Bog aan la aqoon