Waraabayaasha Buugaagta Timbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Noocyada
كان من شأن الخروج الهادئ الذي كان يتخيله أن يكون مستحيلا مع هذا العدد الكبير جدا. كان من المحتم أن يسمع أفراد جماعة أنصار الدين أو الحركة الوطنية لتحرير أزواد الجلبة ويأتوا لتحري الأمر، وعلى أية حال لم تكن الشاحنة التي كان قد استأجرها كبيرة بما يكفي لأن تحملهم. لكنهم كانوا يائسين. وكان عليه أن يحاول. طلب منهم أن يصعدوا إلى الشاحنة - كان يوجد امرأتان في الثمانينيات من عمرهما، بالإضافة إلى أطفال وحتى رضع - وعندما أصبحت الشاحنة محملة فوق طاقتها تماما قال للآخرين إن السائق سيعود من أجلهم. بعد ذلك صعد إسماعيل إلى الشاحنة ومعه طفلاه - الفردان الوحيدان من أسرته اللذان كانا معه في تمبكتو - وكذلك جهاز كمبيوتر وأربع من أثمن مخطوطاته، التي حملها معه في حقيبة. حذره السائق من أنه إذا رأى الرجال الحقيبة عند أول نقطة تفتيش، فستسرق، ولكن بوسعه أن يخبئها في المساحة التي تحت مقعده، وكان هذا هو الموضع الذي وضعت فيه بالفعل.
عندما شرعت الشاحنة في التحرك، بدأ الناس الذين خلفهم وراءه في النحيب. طلب إسماعيل من السائق أن يتوقف ومضى إليهم ليطمئنهم. قال لهم: «سوف تغادرون تمبكتو.» ثم أضاف: «لن يبقى شخص واحد هنا.» ثم عاد ليصعد إلى المركبة المثقلة بالركاب، والتي انطلقت صوب النهر.
أوقفوا عند نقطة تفتيش تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد عند الطريق الجانبي المؤدي إلى المطار، حيث صوب إليهم اثنان من مقاتلي المتمردين بندقيتيهما بينما صعد آخرون إلى الشاحنة لتفتيشها، وأخذوا يسألون إن كان معهم أسلحة أو كانوا يخفون جنودا. أجابهم إسماعيل قائلا: «لا، لا يوجد جنود هنا. كلنا مدنيون.» بعد تفتيش الحقائب بدقة، لوح لهم جنود الحركة الوطنية لتحرير أزواد بأن يمضوا في طريقهم، وتابعت الشاحنة مسيرها نحو العبارة في كوريومي . هناك تعرضوا للاستيقاف مجددا، ومن جديد طلب من الجميع أن يترجلوا من الشاحنة بينما فتشها مقاتلو الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
سأل القائد: «من المسئول هنا؟»
فتقدم إسماعيل.
قال القائد: «إن كنت تريد المغادرة، فسيتعين علي أولا أن أوضح من نحن ولماذا أصبحنا الحركة الوطنية لتحرير أزواد.» ثم انخرط في حديث سياسي دام أكثر من عشر دقائق، مخبرا اللاجئين أنهم كانوا يقاتلون من أجل الجميع، ليس فقط الطوارق وإنما كل أهل الشمال، الذين كانوا ينوون أن يحرروهم من سيطرة الحكومة المالية. أوضح منشأ الحركة والهدف منها، وصولا حتى إلى تصميم علم الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وعندما انتهى من حديثه، تساءل إن كان الجميع قد فهموا. فأومأ الركاب بالإيجاب.
أمسك بكتف إسماعيل وسأله: «ما رأيك؟»
قال إسماعيل: «أنت تطلب مني رأيي، لذا سأخبرك بما أظن.» ثم أردف: «أظن أنكم قد اقترفتم أمرا سيئا جدا. إن كنتم قد أتيتم إلى هنا لتحرير السكان، فبدلا من إحراق المنازل وإطلاق النار وإخافة الناس، ينبغي عليكم أن توضحوا هذا للناس في تمبكتو، وأنا شبه واثق من أنه عندئذ سيتبعكم جانب كبير منهم. يجب أن تأخذوا الناس في الحسبان. فنحن لدينا رأي أيضا. يمكننا أن نتفق معكم، أو نختلف.»
نادى القائد على رجل آخر، كانت عمامة صحراوية ملفوفة حول وجهه بحيث كانت عيناه فقط مرئيتين. طلب من إسماعيل أن يكرر ما قاله، وبدأت مناقشة استمرت قرابة نصف ساعة. وعندما انتهوا، كان سائق الشاحنة قد عاد إلى تمبكتو ليصطحب المجموعة الثانية من عند المكتبة ويحضرها إلى كوريومي.
كانت الساعة عندئذ الثانية بعد الظهر، وكان تبادل الحجج السياسية لا يزال يجري عندما قال المتمرد المقنع إنهم إن أرادوا المغادرة، فيجب عليهم أن يذهبوا فورا؛ لأنه ورجاله كانوا على وشك أن ينالوا راحتهم من الخدمة، ولم يكن بوسعهم أن يضمنوا أن المجموعة التالية ستدعهم يغادرون.
Bog aan la aqoon