Waraabayaasha Buugaagta Timbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Noocyada
استأجر لينج تاجرا، هو الشيخ باباني، ليأخذه إلى تمبكتو مقابل مبلغ 2500 دولار، ودفع له ألفا مقدما. كان لدى كل من المستكشف والقنصل ثقة كبيرة في الشيخ باباني، الذي قيل إنه عاش في المدينة الغامضة أعواما كثيرة. كان رجلا «ممتازا في كل شيء»، حسبما أورد لينج، «هادئ الطبع، غير مؤذ، ومسالما»، بينما اعتبره وارينجتون «من خيرة من رأيت في حياتي، وذو طبع معتدل للغاية، ويتصف بأكثر طلعة جذابة وقعت عليها عيناي.» اتفق على أن يأخذ الشيخ لينج إلى تمبكتو في شهرين ونصف، وفي نهاية تلك المدة سيترك لينج في رعاية صديقه المقرب، «الشيخ الكبير والزعيم مارابوط مقتة»، الذي كان لديه من النفوذ ما يضمن للمستكشف مرورا آمنا إلى الساحل. بخلاف باباني، ضمت الحملة الاستكشافية بحارين أفريقيين، كان لينج يأمل أن يبنيا له قاربا يبحر به في نهر النيجر؛ ومترجما يهوديا؛ ونافخ بوق عسكريا كثير الأسفار، مولودا في جزر الكاريبي، يدعى جاك لي بور، والذي كان الخادم الشخصي للمستكشف. كان النهج الذي كان لينج ينوي أن ينتهجه تنقصه الفطنة: كانوا سيسافرون في ملابس إسلامية، ولكن لئلا يخطئ أحد في تحديد هويتهم الحقيقية، كان سيتلو صلوات مسيحية على مساعديه كل يوم أحد، حيث سيظهرون جميعهم معا «مرتدين ملابس رجال إنجليز.»
انطلقت الحملة الاستكشافية إلى الصحراء في أوج فصل الصيف، عندما كان مقياس الحرارة يصل دوما إلى 120 درجة وكانت الأرض جدباء لدرجة أنه، حسب لينج، «كان العشب الذي يمكن العثور عليه يماثل في قلته ما يمكن أن تجده في قعر منجم قصدير في كورنوول.» استغرق الأمر قرابة شهرين للوصول إلى مدينة وواحة غدامس القديمة، على بعد أقل من ثلاثمائة ميل من طرابلس، بعد أن قاد باباني القافلة في طريق ملتو مسافة ألف ميل. أصاب العرج سبعة جمال في هذا الجزء الأول من الرحلة، بينما نفد طعام الرجال وتراجعت حصصهم من الماء حتى وصلت إلى آخرها. أيضا تحطم معظم معدات لينج العلمية، وكذلك بندقيته الوحيدة، التي كان جمل قد داس عليها «بخفه المتورم الكبير.»
لكن روح لينج الرومانسية كانت هي ما مثل معظم التهديد المبكر الكبير للحملة الاستكشافية. ففي غدامس تلقى حزمة من الخطابات من عروسه الجديدة، من بينها صورة شاحبة لها كانت قد رسمت في طرابلس. جعله مظهر حبيبته الدال على إصابتها بالسل يدخل في نوبة هيستيرية. في صباح اليوم التالي كتب إلى وارينجتون، مهددا بالتخلي تماما عن مهمته إذ كان جليا أن إيما مشتاقة إليه:
إن حبيبتي إيما مريضة، ومكتئبة، وتعيسة - تطارد مخيلتي عيناها الغائرتان، وخدها الشاحب، وشفتها عديمة اللون، ووداعا للصمود - لو كنت على مسيرة يوم من تمبكتو، وبلغني أن حبيبتي إيما مريضة، فسأرجع، وأقتفي أثر خطواتي عائدا إلى طرابلس؛ ما تمبكتو؟ وما نهر النيجر؟ ما أهمية العالم لي دون حبيبتي إيما؟
ولكن بحلول الساعة السادسة مساء، كان قد تعافى من هذه النوبة الرومانسية وعاد ليكتب من جديد، طالبا أن يلتمس له العذر عن «اضطرابه صباحا.» في اليوم التالي كان يتعهد مجددا بأن يؤدي واجبه «مثل رجل طروادي.»
بعد البقاء ستة أسابيع في غدامس، غادرت قافلة الشيخ باباني صوب الجنوب الغربي، ووصلت عين صالح، في إقليم توات، في الثاني من ديسمبر. هنا، بعيدا عن متناول السلطات الطرابلسية، بدأ الباباني يتغير: كان حينئذ «معوزا وجشعا إلى أبعد حد»، كما كتب لينج. في التاسع من يناير انطلقوا من جديد. كان يشعر أفراد القافلة بالتوتر. كانت كل شجيرة بعيدة تعتبر عصابة من لصوص الطوارق، وفي إحدى المرات ظن عن طريق الخطأ أن لينج هو مونجو بارك، لكنه لم يعر اهتماما كبيرا للخطر الذي انطوى عليه ذلك. في سهل تنزروفت القاحل الكبير، الذي كان «منبسطا مثل مسطح بولينج أخضر، ومنعدم الخضرة مثل جزيرة ميلفيل [في الدائرة القطبية الشمالية] في ذروة الشتاء»، انضمت إليهم مجموعة مدججة بالسلاح من طوارق الأهقار على جمال سريعة، وسارت جنبا إلى جنب مع القافلة. وبعد بضعة أيام، بعد ما وصفه لينج بأنه فعل ينطوي على «خيانة خسيسة» من جانب الباباني، أحاط الطوارق في صمت بخيمته في الساعة الثالثة فجرا وأطبقوا عليه. حاول المترجم أن يلوذ بالفرار لكنهم أمسكوا به وقتلوه، وحدث الأمر نفسه مع واحد من البحارين الأفريقيين. جرح الآخر في ساقه، بينما تمكن جاك لي بور من الهرب. أما لينج فأصيب بطلقات وطعن أربعا وعشرين طعنة وترك بعدما اعتبر في عداد الأموات.
بطريقة ما، تمكن المستكشف المثخن بجراح خطيرة من أن يصعد على جمل في ذلك الصباح. حمله الجمل مسافة أربعمائة ميل أخرى إلى منطقة شيخ قبيلة عرب كونتا ذي النفوذ، سيدي محمد، حيث كتب في العاشر من مايو من عام 1826 إلى حميه بيده اليسرى المشوهة، يخبره بالتفصيل عن إصاباته المروعة. وحتى بينما كان لينج يتعافى، اجتاحت كارثة مخيم سيدي محمد الصحراوي. ففي الأول من يوليو، كتب لينج مجددا إلى وارينجتون بالأنباء، معينا هذه المرة مكان كتابة خطابه بأنه «أزواد»:
بذهن مكتئب مع الأسف بالمرض، والحزن، وخيبة الأمل، أكتب إليك بقلم مكره لأطلعك على أنني لم أمض في رحلتي أبعد مما كنت حين كتبت إليك آخر مرة.
كان مرض ما، «شيء يشبه الحمى الصفراء»، قد اجتاح المخيم وقتل نصف تعداده، وفي ذلك الباباني، وسيدي محمد نفسه، وجاك لي بور. كانت الحمى قد أصابت لينج هو الآخر، لكنه كان قد تعافى منها، وكان حينئذ الفرد الوحيد من جماعته الأصلية الذي بقي على قيد الحياة. كان لا يزال يعاني من «آلام مريعة» في رأسه، ناشئة عن شدة جراحه. ومع ذلك، مدفوعا بشعور، يقترب من الجنون، بأن هذا هو مصيره، صمم على أن يمضي قدما.
كان على بعد مسيرة بضعة أيام قليلة فقط من تمبكتو، لكن توقيت وصوله لم يكن من الممكن أن يكون أسوأ من ذلك: كانت المدينة في طريقها للوقوع تحت سيطرة الحاكم المسلم لإمبراطورية ماسينا الفولانية، أحمد لوبو. كان لوبو قد تلقى منذ وقت قريب تحذيرا من سلطان خلافة صكتو القوية بألا يدع الأوروبيين يزورون بلاد السودان بسبب الانتهاكات ووقائع الفساد التي كانوا قد ارتكبوها في مصر وفي أماكن أخرى، وكتب عندئذ إلى حاكم تمبكتو، منذرا بالشر ويخبره أن «ينتزع [من لينج] كل أمل في العودة إلى ممالكنا.» حذر شيخ كونتا الجديد، نجل سيدي محمد الأكبر، المختار الصغير، مرارا وتكرارا المستكشف داعيا إياه ألا يتابع طريقه، لكن لينج أصر. فعل الشيخ المختار ما في وسعه؛ إذ أعطاه مرشدا إلى تمبكتو وكتب إلى حاكم المدينة، طالبا منه أن يحمي لينج.
Bog aan la aqoon