Waraabayaasha Buugaagta Timbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Noocyada
عند منتصف النهار، بعد سويعات فقط من إعلان سيسيه، بعث حيدرة برسالة بريد إلكتروني إلى صديقه في مؤسسة فورد وكانت بلغة إنجليزية مضطربة. بدأها بقوله إن الأمور قد صارت «مقلقة أكثر.» كان الجهاديون قد بدءوا في إحراق المخطوطات. كان يشعر بالخوف من أن تراث المدينة يمكن أن يصيبه الضرر أثناء القتال. واختتم بقوله: «لقد حان الوقت، فمن الضروري توفير الموارد لنقل المخطوطات إلى جنوب البلاد.» سواء كانت رسالة البريد الإلكتروني هذه بدافع من خوف حقيقي أو انتهازية - ففي نهاية الأمر، كانت لحظة كان فيها التهديد الجهادي قد حيد بالتأكيد - فإن مؤسسة فورد تحركت بسرعة، تدفعها دون شك التقارير الكارثية الواردة في وسائل الإعلام. عجل بإرسال طلب تمويل لمنظمة سافاما من خلال المكتب الرئيسي للمؤسسة في نيويورك بمساعدة من المدير التنفيذي الذي سيقود المؤسسة فيما بعد، دارين ووكر. وافقت المؤسسة على منحة قدرها 326 ألف دولار أمريكي، والتي كانت ستغطي تكلفة نقل 922 خزانة إضافية. كان إجمالي المبلغ الذي كانت سافاما قد جمعته لإجلاء مخطوطاتها يقترب الآن من مليون دولار.
في تلك الأثناء، في تمبكتو، كان عبد الله سيسيه لا يزال يفكر بشأن كومة الرماد التي كان قد رآها صباح يوم الخميس. كان الجهاديون قد غادروا للأبد يوم الجمعة، لكنه لم يكن قد عاد إلى داخل المبنى لأنه كان يظن أنه ربما كان ملغما. ومع ذلك كان يعرف أن شيئا ما لم يكن منطقيا تماما. كان يوجد نحو خمسة عشر ألف مخطوطة في المبنى، ولكن لم يكن يوجد خارج قاعة المؤتمرات ما يكفي من الرماد الذي يدل على إحراقها كلها. قال: «لم تكن تلك الكومة من الرماد هي كل الخمسة عشر ألف مخطوطة التي أحرقوها.» فكر في أنه لا بد أن الجهاديين قد سرقوا بقيتها. ثم أردف: «فكرت في أنهم قد أخذوا بعضا منها. كانت تلك هي أول فكرة خطرت لي.»
عندما وصل الجنود الفرنسيون إلى سانكوري، طلبوا أن يتحدثوا إلى الشخص المسئول عن معهد أحمد بابا، واستدعي سيسيه. استجوبوه مطولا بشأن الجهاديين - من كانوا؟ من كان زعيمهم؟ من أي الجنسيات كانوا؟ - وفتشوا المبنى. مثل أي مكان آخر في المدينة، وجدوا ذخيرة وقنابل يدوية في مهاجع الجهاديين. تذكر سيسيه أن الجنود الفرنسيين «أخذوا معهم الكثير من الذخيرة، وأخذوا الكثير من الوثائق حتى يتمكنوا من فهم المتمردين.»
بينما كان الجنود يشقون طريقهم عبر المبنى بحثا عن فخاخ متفجرة، كانوا يضعون علامات برذاذ طلاء أحمر على الغرف التي كانوا قد أخلوها. وعندما وصلوا إلى القبو، ساروا عبر مكان عرض المخطوطات وبدءوا يشقون طريقهم عبر الممر الطويل الذي كانت توجد فيه غرف التخزين. كان يوجد في المجمل سبع من هذه الغرف. كانت ست غرف منها خالية، وأبوابها مفتوحة، بينما كانت الغرفة السابعة موصدة. سمحت نافذة فحص زجاجية للأشخاص أن ينظروا إلى داخل الغرفة، لكن الأنوار لم تكن تعمل، وكان الظلام هو كل ما يستطيع أي أحد أن يراه. وبعدما فتحوا الباب، وجدوا غرفة عادية مملوءة بوحدات أرفف، كانت كل منها مملوءة بصناديق حفظ، في صفوف متراصة بعضها فوق بعض. هنا كان الجزء الأكبر من مخطوطات المبنى، نحو عشرة آلاف مخطوطة، قابعا دون أن يمس.
عندما جرد موظفو الدولة المجموعة لاحقا، وجدوا أن 4203 مخطوطات كانت مفقودة. قالوا إن الوثائق المفقودة كانت مقتنيات جديدة، كانت قد تركت في غرفة الترميم في الطابق العلوي من مبنى سانكوري وكانت هدفا ملحوظا للصوص الانتهازيين. وفيما يتعلق بسبب ترك العشرة الآلاف مخطوطة المتبقية الأخرى، قال سيسيه إنه يظن أنه لا بد أن اللصوص قد افترضوا أن غرفة التخزين الموصدة كانت خالية كبقية الغرف الست الأخرى، ولم يكلفوا أنفسهم عناء فتح الباب عنوة. كان هذا الأمر دليلا واضحا على القوة الروحية للمدينة.
قال: «إنه حقا لغز تمبكتو.» •••
في تلك الأمسية، اصطحب حيدرة تو تجيوكر لتشاهد المزيد من الخزائن الآتية إلى باماكو. مجددا صدمت من مظهره. قالت: «كان متسخا ومجهدا تماما.» ثم أردفت: «أظن أنه لم يكن لديه ما يكفي من الوقت للاغتسال.» كان مجهدا للغاية، لكنه كان «فخورا جدا بإخراجها.» اعتقدت أنه كان في حقيقته رجلا خجولا أجبر على مضض على تولي دور قيادي. تذكرت قائلة: «أظن أنه في العادة رجل صموت ... وليس من النوع القيادي.» ثم أضافت: «ولكن بسبب الظروف اضطر إلى أن يحول نفسه إلى زعيم رابطة العائلات.»
اصطحب حيدرة تجيوكر إلى منزل زوجته الثانية، وهو عبارة عن مبنى كبير وفخم بحديقة على الضفة الجنوبية للنهر، حيث أخذها إلى غرفة مليئة بالخزائن من أرضيتها إلى سقفها؛ وبداخل كل خزانة كانت توجد مجموعات من المخطوطات. سلبت الوثائق نفسها - القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن التي كانت صميم عملية الإجلاء - لب الدبلوماسية الهولندية. قالت: «كانت المحتويات جميلة جدا. كانت مذهلة . كانت المخطوطات كلها عبارة عن صنوف من الجودة، أتعرف ما أقصد؟ بعضها كان ملونا، والبعض الآخر كان بسيطا فحسب - مجرد رسالة حب ... كان ذلك جميلا جدا.»
بالمثل أعجب شترايدر، القائم بالأعمال في السفارة الألمانية، بما عرض عليه من الشحنات التي وصلت إلى باماكو. شعر بأنه كان «عملا جيدا حقا.» وقال: «رأيت الكثير من الكتب - كان لدي فرصة أن أطلع عليها في باماكو - وكان هذا مذهلا، الشعور بأن لديك بعض المخطوطات التي ترجع إلى القرن الثالث عشر أو حتى الثاني عشر، والكثير جدا من المخطوطات المختلفة ... التي كتبت كلها منذ قرون بعيدة. كان شعورا عظيما أننا ساهمنا في الأمر.»
ومع ذلك، لم تكن عملية الإجلاء قد اكتملت بعد. ففي الثلاثين من يناير، بعد يومين من التحرير، أبلغ حيدرة الشخص الذي كان على اتصال به في مؤسسة فورد، جوزيف جيتاري، بأن عشرين قاربا كانت تغادر الآن منطقة تمبكتو حاملة ثلاثمائة صندوق من المخطوطات. وكتب يخبره أنهم كانوا سيمضون أربعة أيام في النهر إلى أن يصلوا إلى جني، قبل أن يختتم بعبارته المعتادة: «تحياتي!» أحال جيتاري هذه الرسائل الإلكترونية إلى دارين ووكر، مضيفا ملاحظة من عنده: «العملية مستمرة. لحظة من الواقع تحاكي أفلام إنديانا جونز!»
Bog aan la aqoon