93
-علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن عم رسول الله ﷺ ولد سنة ٦٠٠ -٦٠١ بعد الميلاد. وأم علي فاطمة بنت أسد بن هاشم وكنيته أبو الحسن وصهر رسول الله على ابنته فاطمة وأبو السبطين. وهو أول هاشمي ولد بين هاشميين. والخليفة الرابع وأول خليفة من بني هاشم وكان حين أسلم لم يبلغ الحلم. وقال ابن اسحاق أنه كان يومئذ ابن عشر سنين وكان في كفالة النبي ﷺ قبل أن يوحى إليه لأن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب كثير العيال قليل المال فأخذ رسول الله ﷺ عليًا وضمه إليه وأخذ العباس جعفرا وضمه إليه تخفيفًا عن أبي طالب ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه. وسبب إسلامه أنه دخل على النبي ﷺ ومعه خديجة ﵂ وهما يصليان سواء. فقال ما هذا؟ فقال رسول الله ﷺ: دين الله الذي اصطفاه لنفسه وبعث به رسله فأدعوك إلى الله وحده لا شريك له وإلى عبادته والكفر باللاة والعزى. فقال علي ﵁: هذا أمر لم اسمع به قبل اليوم فلست بقاض أمرًا حتى أحدث أبا طالب. وكره رسول الله ﷺ أن يفشي سره قبل أن يستعلن أمره. فقال له يا علي إذا لم تسلم فأكتم هذا فمكث على ليلته ثم أن الله تعالى هداه إلى الإسلام فأصبح غاديًا إلى رسول الله ﷺ فأسلم على يديه (١) . وكان علي ﵁ يخفي إسلامه خوفا من أبيه إلى أن أطلع عليه وأمره بالثبات عليه فأظهره حينئذ. أما أبو طالب فلم يرض أن يفارق دين أبائه وعن أنس بن مالك قال بعث النبي ﷺ يوم الأثنين وأسلم عليّ يوم الثلاثاء. وأمره رسول الله ﷺ أن يضطجع على فراشه ليلة خرج مهاجرًا وقال: إن قريشًا لم يفقدوني ما رأوك فاضطجع على فراشه وسيأتي ذكر ذلك عند الكلام على الهجرة، ثم لحق برسول الله بالمدينة بعد قضاء ديون رسول الله ورد الودائع التي كانت عنده فلما وصل إليها كانت قدماه قد ورمتا من المشي وكانتا تقطران دمًا فأعتنقه رسول الله ﷺ وبكى رحمة لما أصاب قدميه وتفل في يديه ومسح بهما رجليه ودعى له بالعافية فلم يشتكهما حتى أستشهد ﵁. وشهد بدرًا وغيرها من المشاهد ولم يشهد غزوة تبوك لا غير لأن رسول الله ﷺ خلفه على أهله. وأصابته يوم أحد ست عشرة ضربة. وكان علي ﵁ مع شجاعته الفائقة عالمًا. قال رسول الله ﷺ "أنا مدينة العلم وعلي بابها" وعن ابن عباس أنه قال: إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل عنه إلى غيره. واستخلف علي ﵁ وبويع له بالمدينة في مسجد رسول الله ﷺ بعد قتل عثمان وذلك في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين (٢٤ يونية ٦٥٦) .

(١) لم يكن علي ﵁ حين أسلم يبلغ الحلم وكان يومئذ ابن عشر سنين وعلى ذلك لم يعبد الأصنام وقيل كان عمره ثمان سنين.

1 / 93