Maxamed Iqbal: Siiradiisa iyo Falsafadiisa iyo Maansadiisa
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Noocyada
أصحاب العبارة
وذاعت قبل هذه الدعوة، واستمرت بعدها. دعوة أخرى تشبهها. هي الدعوة إلى تقويم الفن بصورته لا بمعناه، إلى تقويم الشعر مثلا بالألفاظ والوزن والأسلوب لا بالموضوع والمعنى. فهي تميز بين القصة - مثلا - ومعانيها وأشخاصها، ومسارحها، وعواطفها، وبين اللغة والعبارة والسياق والوزن.
وقد ثار من قبل الجدال بين أدبائنا أدباء العرب على البلاغة أهي في الألفاظ أم في المعاني. وكتب في هذا عبد القاهر الجرجاني صاحب دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة وغيره.
وتذكرنا كلمات ابن خلدون في مقدمته بدعوى هؤلاء اللفظيين، يقول:
فالمعاني موجودة عند كل واحد، وفي طوع كل فكر منها ما يشاء ويرضى. فلا تحتاج إلى صناعة، وتأليف الكلام للعبارة عنها هو المحتاج للصناعة كما قلناه، وهو بمثابة القوالب للمعاني. فكما أن الأواني التي يغترف بها الماء من البحر منها: آنية الذهب والفضة والصدف والزجاج والخزف، والماء واحد في نفسه، وتختلف الجودة في الأواني المملوءة بالماء باختلاف جنسها لا باختلاف الماء، كذلك جودة اللغة وبلاغتها في الاستعمال تختلف باختلاف طبقات الكلام في تأليفه، باعتبار تطبيقه على المقاصد. والمعاني واحدة في نفسها.
وقال المتأخرون من أصحاب هذا المذهب:
ليس الاعتبار بما تعبر عنه بل بما تعبر به، ولا قيمة للمعنى بل للأداء، فربما تعرب عن قبيح أو جميل، وعن حق أو باطل، وعن صواب أو غلط، ولا يدخل شيء من هذه في تقويم الفن، ولكن يقوم الفن بالصورة التي تبين بها عن هذه الأشياء.
قابل هؤلاء شعار «الفن للفن» بشعار «العبارة للعبارة». وكانت هاتان النظريتان شائعتين حينما شرع إقبال ينظم الشعر.
ولكن الشاعر الفيلسوف القوي لم يبال بهذه ولا تلك كما نرى من بعد. (2) مذهب إقبال في الفنون عامة
أبدأ هذا الفصل بكلمة عالية كتبها إقبال في مقدمته لديوان غالب المصور:
Bog aan la aqoon