Maxamed Cali Janaax
القائد الأعظم محمد علي جناح
Noocyada
هذه شهادة لهم أرفع من كل شهادة بالخبرة والاقتدار على التصرف في الأزمات والمفاجآت؛ لأنها تسجل لهم أنهم قادة أمة وليسوا مجرد حكام محترفين للسياسة، وأن إخلاصهم لأمانتهم مقدم عندهم على الإخلاص لمناصبهم ومنافعهم، وهي روح شماء لولاها لما أنجزت الباكستان بعض ما أنجزته في أقل من خمس سنوات، وبمثلها في الأمم الهندية والآسيوية على العموم يرجى أن تنحل العقد الشائكة وتنحسم المنازعات المتشعبة، فإن أمم الشرق أحوج إلى القوى التي تبددها تلك العقد والمنازعات على غير جدوى، وأحق أن تتوفر بها على لم شملها وجمع عزائمها، والتعاون فيما بينها على أداء رسالتها الإنسانية واللحاق بركب الحضارة الذي تخلفت عنه عدة قرون.
دروس نافعة
ما أكثر معارض البحث والنظر في سيرة الباكستان وسيرة قائدها الأعظم: كلها معارض بحث ونظر، وكلها دروس تجدد آراء الدراسين فيما فهموه قديما من أسرار المجتمعات، وظواهر الدول التي خيل إليهم أنهم فرغوا منها أو يئسوا من الفصل فيها، ومنها ما هو فيصل التفرقة في مسألة المسائل جميعا، وهي مسألة العالم ومصيره أو مسألة الجماعات البشرية وبواعث تكوينها وتماسك أجزائها.
هل الحكم كله في مسألة المسائل هذه للمعدة أو للضمير؟ هل للبطولة شأن في حياة الأقوام أو هي في حياة الأقوام صفر على اليسار؟ هل المادة وحدها هي الترجمان المفسر للتاريخ، أو لهذا التاريخ مفسرات أخرى قد تهزم تفسير المادة وتنقضه وتتحداه؟
في موقف الفصل هذا نجحت الدولة الطارئة كأنما بعث بها الغيب فيصلا للتفرقة في هذا التنازع بين الضمير والمعدة على مستقبل الأمم، ومصير الجماعات الإنسانية.
نجحت هذه الدولة الطارئة من جهة لتبسط حكمها على مسافة من الأرض ومن الجهة الأخرى لتبسط حكمها على مسألة المسائل وقضية القضايا، وتصحح للمفكرين آراءهم وتصحح للعقول مناهجها في التفكير، وتضع الأسناد بين القائلين بالمذاهب السياسية أو الاجتماعية عملا لا قولا، وواقعا لا جدلا، بل عملا واقعا في جثمان يملأ الآفاق، ويحصيه الحساب بألوف الفراسخ وملايين الأرواح.
وقد وصلت إلينا، ونحن نكتب الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب، مجموعة البحوث الدولية عن السنة المتداخلة بين سنتي 1950 و1951، ونعني بها المجموعة التي تطبعها جامعة هارفارد بإشراف الأستاذ بادلفورد
العالم الخبير بشئون الدراسات الدولية، فإذا بقيام الباكستان قد دخل في عداد الأسانيد التي تجدد المقررات والمعلومات عن بواعث التاريخ الكبرى، وعن التعريف الصحيح لمعنى الأمة ومعنى الجنس أو السلالة.
يقول سير ارنست باركر في باب القومية على ضوء التجارب العصرية:
ليست الأمة حقيقة بدنية من دم واحد، ولكنها حقيقة عقلية أو نفسية من تراث واحد.
Bog aan la aqoon