Maxamed Cali Janaax
القائد الأعظم محمد علي جناح
Noocyada
Luniya
مدرس التاريخ وعلم السياسة بكلية هولكار يبسط فيه علاقة المسلمين بغيرهم في الهند؛ فيقرر في غير موضع أنهم أمة مستقلة لا اختلاط بينها وبين الأمم البرهمية، ومنها قوله في فصل الهند والإسلام: «إن المسلمين أول قوم أغاروا على الهند، ولم تستوعبهم طيات القارة الهندية المرنة التي لا تني تمتد وتنطوي على المغيرين، وقد أغار قبلهم كثيرون كالإغريق، والسيثيين، والمغول، والمجوس وغيرهم، وانطووا في الغمار بعد أجيال قليلة انطواء تاما بأسمائهم ولغاتهم وعاداتهم وعقائدهم وأزيائهم وآرائهم، وفنيت جموعهم في الواقع في المجتمعات الهندية، إلا المسلمين، فإنهم لم يزالوا في الهند طائفة منفصلة، ورفضت نياتهم المتشددة في الوحدانية كل هوادة في قبول الشرك والأرباب المتعددة، ومن ثم عاش المسلمون والبرهميون في أرض واحدة دون أن يمتزجوا، ولم تفلح محاولة من المحاولات في وضع القنطرة على الفجوة، وما برح المسلمون خلال القرون التالية يولون وجوههم شطر الكعبة في مكة وينفردون بشريعتهم ونظام إدارتهم، ولغتهم، وأدبهم، وأضرحتهم، وأوليائهم.»
ومع شهادة المؤلف للمسلمين بالفضل في تعليم البرهميين مبادئ المساواة قال: «إن إحدى النتائج التي نجمت من حكم المسلمين في الهند؛ أن المجتمع قد انقسم في عهدهم قسمة رأسية، وكان قبل القرن الثالث عشر ينقسم ولكن قسمة غير رأسية، ولم تستطع البوذية ولا الجينية أن تحدثا مثل هذا الانقسام؛ لأنهما ما عتمتا أن اندمجتا في المجموع بسهولة وسرعة، على حين أن الإسلام قد شق المجتمع من الأسفل إلى الأعلى شطرين متقابلين: براهمة، ومسلمين، فنشأ في أرض واحدة مجتمعان متوازيان متغايران في جميع طبقاتهما قل أن تصل بينهما علاقة في المعيشة أو المعاشرة، واشتدت محافظة البرهميين أمام غيرة الإسلام في نشر دعوتهم الدينية، واندفعوا مع خوفهم وحرصهم على حماية مجتمعهم إلى المبالغة في قيود الطبقات والطوائف، وما إليها من القيود الاجتماعية.»
ومن العسير أن يقال عن خطة تمليها وقائع التاريخ وبدائة الشعوب، غير أنها ضرورة لا محيد عنها ولا طاقة بالرجوع فيها، وإن أريد الرجوع.
الرواد والآباء
السيد أحمد خان.
أستاذ الزعماء
من أصدق الأقوال في تلخيص قضية الباكستان كلمة الزعيم الهندي المعتدل جوكهيل؛ إذ يقول لأبناء قومه تيسيرا لفهم مطالب المسلمين: «إنكم لو كنتم في موضعهم لطلبتم مثل مطالبهم، وشعرتم بالحاجة إلى ضمان كالضمان الذي يحتاجون إليه.»
وجوكهيل هذا هو قدوة الزعماء الهنديين في السماحة ورحابة الصدر، وهو أستاذ جناح السياسي في صباه وقدوته في مسألة الطوائف والأحزاب، وكان جناح يقول: إنه يطمح إلى شيء واحد؛ وهو أن يكون جوكهيل من المسلمين.
قال جوكهيل كلمته تلك: وقد نجمت دعوة الطوائف وتشعب الخلاف عليها في الربع الأول من القرن العشرين، وكانت هذه الحقيقة واضحة أمام عينيه وهو ينظر إلى مفترق الطريق، ولكنها - قبل أن يفترق الطريقان - لم تكن واضحة هذا الوضوح أمام زعماء المسلمين، بل أمام أشدهم مغالاة في طلب الانفصال، ولا استثناء في ذلك لزعيم هؤلاء الزعماء وأستاذهم وموحي الفكرة التي نشأ منها المؤتمر الهندي والعصبة الإسلامية على السواء، وهو «السيد أحمد خان».
Bog aan la aqoon