وكان الفارس الأسير في عدة كاملة من سلاحه ودروعه، لا يظهر منه إلا عينان تبرقان من وراء المغفر. فلما ألقاه الحارث على الأرض قام مطرقا كاسفا، فسأله الحارث: «من أنت لا أم لك؟»
فقال الفارس المقنع: «أنا أسيرك.»
فسأله الحارث: «ما بال رمحك طويلا؟»
فقال الفارس: «لم يغن عني طوله.»
فقال الحارث ساخرا: «رمح الجبان طويل.»
فعلت ضحكة ساخرة من حوله، واهتز الفارس من وقع الإهانة ولكنه لم يتكلم.
ولما خمدت أصوات الضحك قال الحارث: «لقد حسبتك المهلهل؟»
فقال الأسير: «وأنى لك أن تصيبه.»
فقال الحارث في غيظ: «وحق مناة لو رأيته ما نجا مني.»
فقال الأسير: «أتريد أن تراه؟»
Bog aan la aqoon