Muhalhil Sayyid Rabica
المهلهل سيد ربيعة
Noocyada
قال كليب: «لقد عرفت العرب يا جليلة، إنهم لا يكبرون إلا العزيز، ولا يجلون إلا المنيع.»
فرأت جليلة صدق قوله، ولكنها آثرت أن تداري جزعها، وعزمت على أن تسعى مرة أخرى عند أخيها وأبيها لعلها تتدارك الخطب، وتتقي تلك الكارثة التي كان قلبها ينذر بها. وأخذت تلاطف كليبا وتسليه، واستطاعت بعد قليل ما تستطيعه الزوجة المحبة وحدها، فإذا الحديث يعود إلى عذوبته، وإذا زوجها الغاضب يرتد حبيبا رقيقا، يتحدث باسما إليها واصفا لها ما كان في يومه من مطاردة الوحش، وصيد الوعول من قلل الصخور، ويتغنى لها بمحاسن الرباب، وبسالة كلبه عساف وهو يمشط بأصابعه شعرها.
فقالت جليلة باسمة: «وأين ذهب الصيد؟»
فقال: «أهديت مهلهلا أخي وعلا ليكون طعاما له في شرابه، وأغلب ظني أنه اليوم لاه مع أخيك همام.»
وأراد أن يتم حديثه فقاطعته قائلة: «وأين إذن نصيبي؟»
فضحك وضمها إليه وقال: «أما يكفيك كليب أيتها الحبيبة؟»
فانحنت برأسها على صدره وهو لا يزال يعبث بشعرها الأسود، ثم همس في أذنها يقول: «ستجدين بعد حين عني سلوة يا جليلة.»
فقالت جليلة في شبه صيحة: «ومن ذا يسليني عنك؟»
فضحك وقال: «ولدك الذي سيقبل بعد حين.»
فقالت وهي تحرك رأسها على صدره: «لن يزيدني ولدي إلا حبا.»
Bog aan la aqoon