Muhalhil Sayyid Rabica
المهلهل سيد ربيعة
Noocyada
فقال كليب: «هو الذي يقطع الرحم. أترضين أن يهان كليب يا جليلة؟»
فقالت جليلة وقد أخذت وجهه بين يديها: «اعف عنه من أجلي، اعف عنه يا كليب. هو أخي فأكرمني بالتجاوز عن خطئه، عدني بحق مناة أن تفعل.»
فسكت كليب ولم يجب، وحاول أن يتخلص من يديها، ولكنها تعلقت به، واستمرت تتوسل وترجو.
ونظر إليها كليب فرأى دمعة تنحدر على خديها وهي متجهة إليه بعينيها المغرورقتين. فتردد لحظة ثم ضمها بين ذراعيه بقوة وقال لها: «لقد طالما عفوت عنه يا جليلة من أجلك.»
ثم قبلها بين عينيها، ومضى يحدثها فأفضى إليها بما كان من جساس.
الفصل الثاني
كانت الشمس قد مالت للغروب، وصبغت الأفق الغربي بلون القرمز، ولم يبق من شعاعها إلا فلول ذهبية تتعثر في أذيال سحابة بيضاء تسير قرب الأفق متباطئة. وكان نسيم المساء المقبل يهب باردا من صوب الشمال، يحمل معه طلائع برد ليل الشتاء في صحراء اليمامة من بلاد نجد.
وجلس مرة شيخ بكر وحوله شيوخ العشائر يتحدثون عن أحداث اليوم، وعن عزمات الغد، والعبيد يجمعون الأحطاب من بطون الأودية، ويكدسونها أكداسا في وسط حلقة الجلوس ليوقدوا منها النيران.
وأقبل جساس بن مرة يسير متباطئا حتى اقترب من أبيه الشيخ، فوقف وراءه وهو صامت، وقد استند على رمحه المركوز في الرمل الناعم اللامع.
فنظر إليه الجلوس في صمت إلا أباه مرة فقد أطرق ولم يلتفت إليه، وعلت وجهه سحابة خفيفة من كآبة كأنه لم يسترح إلى مقدم ابنه الشاب في ذلك الوقت.
Bog aan la aqoon