Heshiiska Saddex-geesoodka ah ee Boqortooyada Xayawaanka
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
Noocyada
أيبقى للوردة شذاء حين تبلى وتذبل؟ أتعطي الشجرة أثمارا بعد أن تقطع من أصلها؟ فما الفائدة من الشريعة متى صارت الحيوانات تدوسها تحت الأقدام، وتسخر بواضعيها؟ وما الفائدة من العنب بعد أن تستخرج منه الخمرة؟ كانت لعبادة الأصنام أيام زاهرة وأجيال باهرة، أما التمدن الحديث فيناقض كل تلك المظاهرات الوثنية التي نجد الآن مثلها في جمعيتكم، إن عبادة الأصنام هي سلم صعدنا عليه إلى كمال العبادة الإلهية، ومتى وصلنا إلى ذروة ذلك الكمال فلا يعود لذاك السلم من منفعة.
الحمار :
ألا ترى إذن للصورة منفعة؟ وهل تعدها ضربا من الخرافة؟ ألا يوجد في مكتبتك تماثيل أناس تعجب بهم وتعظمهم؟ ألا تزين غرفتك بصور جميلة تناسب ذوقك وتوافق أميالك؟ فإذا كانت صور الصالحين ضربا من الخرافة، لماذا لا يكون هذا القياس مطابقا على الصور العديدة المختلفة التي يغرم بها من مثلك، ويلتذ برؤيتها؟
الثعلب :
إن للصور والتماثيل فوائد جمة إذا وضعت للزينة فقط، غير أن عبادة قطعة من جفصين، أم قطعة ورق تحت لوح من زجاج لا تزيل من قلبي شيئا من اليأس، ولا تخفف عني وطأة الشقاء والكآبة، فإن أنا زينت مكتبي بتماثيل رجال عظماء ونساء صالحات، وعلقت على جدران غرفتي صورا بديعة للمعلمين الكبار؛ فذلك لأنني أعشق فني النقش والتصوير، وألتذ بتأمل ما فيها من دقة الصنعة، ناهيك عن أن تمثال رجل عظيم يذكرني أبدا بحياته وجهاده، ويشجعني في عملي، ويثبتني في الجهاد فأقتدي بحسناته، وأذكرها ما حييت، وإذا شرفتم مكتبتي فأول ما يقع نظركم على صورة الأسد الكبير الفيلسوف الصالح الذي أردد تاريخه في ذاكرتي كل يوم، وأتأمل في جهاده ودعوته.
الحمار :
وهذا ما نريده من وضع صور الصالحين وتماثيلهم في أكواخنا، وقاعات جمعياتنا؛ لأننا نفتخر بأعمالهم، وندرس سيرهم، ونجتهد في أن نتصف بما اتصفوا به من المزايا الحسنة.
الثعلب :
ولكن أنتم لا تكتفون بهذا، ولا تقفون عند حد الاقتداء، بل تعتقدون بأن الصلاة إلى هذه الصور تأتي بمنفعة روحية، وتساعد المتوسل إليها على نيل بغيته في هذه الدنيا، وفي الآخرة، أنتم تعبدون الصورة وأنا أحبها، والفرق بيننا هو أنني أقتني التماثيل والصور كي أروض عقلي، وأشرح صدري، وأمتع عيناي بمناظر جميلة، وأشغال فنية دقيقة، وأنتم تقتنونها كي تتخشعوا أمامها، وتتذللوا وتطلبوا من الله بواسطتها ما لا تنالونه بغير الكد والاجتهاد، وبرهانا على أن الذين يتذرعون لنجاحهم بالصلاة، والتضرع هم الوضيعون المنحطون، أستلفت أنظاركم إلى حالة الدول التي لا تزال تعبد الورق والجفصين، والدول التي أقلعت عن هذه العبادة، ونبذتها ظهريا بعد أن عرفت أضرارها، انظروا إلى إنكلترة والولايات المتحدة وألمانيا، وقابلوا بينها وبين إيطاليا وإسبانيا والنمسا، أليس هذا برهانا حسيا على ما يلحق بنا من الضرر إذا نحن أهملنا قوانا العقلية والجسدية، واتكلنا على الأوراق والجفصين في تدبير أعمالنا؟
الحصان :
Bog aan la aqoon