Heshiiska Saddex-geesoodka ah ee Boqortooyada Xayawaanka
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
Noocyada
الثعلب :
قد تعلمت كل ذلك، ولكن لا أريد أن أعلمه لأحد؛ لأنني لم أتعود تعليم ما لا أفهم، تقولون وأقول معكم: الله قادر على كل شيء، أتنكرون هذا؟ ثم تقولون: إنه تجسد ونزل إلى العالم، وظهر بجسم الأسد، وخرق شرائع البلاد التي عاش فيها فمات على الصليب، ثم تقولون: إنه تجسد ليفدي البشر، ويمحو الخطيئة عن الأرض، فهل محاها؟ هل العالم أحسن اليوم مما كان في أيام ذلك الأسد العظيم؟ فالإله القادر على كل شيء تجسد بزعمكم لغاية شريفة، والعالم بأسره يقول لنا في تاريخه وأعماله أنه لم يتممها، ألا يوجد مناقضة في هذا الجدل الذي تحبكونه بلاهوتكم البالي، وفلسفتكم الواهنة، إن الله قادر على كل شيء، ولو تجسد وجاء إلى العالم ليمحو الخطيئة لكان محاها تماما، ولكن الخطيئة لا تزال سائدة، إذن الله - عز وجل - لم يتجسد، قد عديتموني بمرض المنطق، فصرت أخاطبكم بلسانكم، فإن أنا أنكرت التجسد إنما ذلك ليكون احترامي للأسد عظيما؛ لأنه إن كان الأسد إلها فما هو فضله علينا، إذن إني أحترم الأسد احتراما فائقا؛ لأنه بمذهبي أكبر فيلسوف وطأ الأرض، وأعظم معلم ظهر تحت الشمس، أنتم تعتبرونه إلها وتدوسون شرائعه، وأنا أعتبره فيلسوفا، وأحافظ ما استطعت على أقواله، وأعمل بموجبها، أنتم تكتفون بالسفسطة واللاهوت البالي، وأنا أقرن اعتقادي الحسن بما أستطيع من الأعمال الحسنة، أنتم تعبدونه ظاهرا ما زال اسمه يوليكم على الحيوانات، ويجلب لكم الخيرات، وأنا أحبه وأحترمه مجانا دون أن أبتغي منه شيئا من الماديات.
الحمار :
بين لنا أولا الأقوال التي لا نعمل بموجبها، ثم بين لنا الأقوال التي أنت تعمل بها.
الثعلب :
قال الأسد: «قاوموا الشر بالخير»، فإن كان ما أقوله الآن باعتقادكم شرا، لم لا تقاوموه بالأمثال الصالحة كما يأمركم السيد، وإذا كان خيرا لماذا لا تعاملونني على الأقل بالمثل، هل قال لكم السيد عذبوا من خالفوكم بالمذهب، واضطهدوهم واقتلوهم؟ ألم يقل لكم حبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم؟ (فاستولى على المجلس السكوت برهة، ثم أفاق الحصان من غفلته التي رماه بها الثعلب بقوة برهانه وقال):
الحصان :
أنت مذنب ووقفت أمامنا لتحاكم فدع الإرشاد، وكن محتشما، وخفض ما عندك من القحة والفضول، هل تعتقد بألوهية الأسد؟ جاوب حالا.
الحمار :
دعه يبين لنا الأقوال التي يعمل بموجبها، وليكن له ملء الحرية في أن يقول ما يشاء، (وتكلم مع الحصان بصوت منخفض قائلا) : دعه يتكلم لأن آخر أمره على كل الأحوال الإعدام في النار.
Bog aan la aqoon