وقال العبّاس بن الأحتف «١»:
صرت كأنّي ذبالة نصبت ... تضيء النّاس وهي تحترق «٢»
ذمّ الاقتصار على مجرّد التوكّل
جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: إني أرسل ناقتي وأتوكل. فقال: بل اعقلها «٣» وتوكّل.
مرّ الشعبيّ بإبل قد فشا فيها الجرب، فقال لصاحبها أما تداوي إبلك؟ فقال: إن لنا عجوز نتكل على دعائها. فقال: اجعل مع دعائها شيئا من القطران.
وفي كتاب كليلة لا يمنع العاقل يقينه بالقدر من توقّي «٤» المخوف، بل ليجمع تصديقا بالقدر وأخذا بالحزم.
قال الشاعر:
والمرء تلقاه مضياعا لفرصته ... حتّى إذا فات أمر عاتب القدرا
قال أبو عبيدة لعمر ﵁، حين كره طواعين الشأم ورجع إلى المدينة، أتفرّ من قدر الله؟ قال: نعم إلى قدر الله. فقال له: أينفع الحذر من القدر؟ فقال: لسنا ممّا هناك في شيء، إن الله لا يأمر بما لا ينفع، ولا ينهى عما لا يضر، وقد قال تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
«٥» وقال تعالى: خُذُوا حِذْرَكُمْ
«٦» .
ذمّ طلب الأمر بعد فوته
قيل: لبعض الحكماء هل شيء أضرّ من التواني؟ فقال: الاجتهاد في غير موضعه.
وقيل: العجز عجزان عجز التقصير وقد أمكن؟ والجدّ في طلبه وقد فات. أخذه الشاعر فقال:
تتبّع الأمر بعد الفوت تغرير ... وتركه مقبلا عجز وتقصير «٧»
وقيل: شرّ الرأي الدبري «٨» .
1 / 37