103

Muxaadarooyinka Udbiyayaasha iyo Wadahadallada Gabayada iyo Qorayaasha

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Daabacaha

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

وسئل عوف بن أمية السكوتي عن نسج الشعر فقال: إن جددت كذبت، وإن هزلت أضحكت، فأنت بين كذب وإضحاك. وقيل للبيد: لم لا تقول الشعر؟ فقال: في سورة البقرة وآل عمران شغل عن الشعر: الكلب والشاعر في منزل ... فليت أنّي لم أكن شاعرا هل هو إلا باسط كفّه ... يستطعم الوارد والصادرا وقال: ما أجد آكلا للسحت «١»، ولا أوضع ولا أطمع وأطبع، وأقلّ نفسا من شاعر متكسب بشعره. وقال الحسن ﵁ في الفرزدق «٢» حين أوعده بالهجاء: هذا الذي جعل إحدى يديه سطحا والأخرى سلحا، فقال: إن أصلحتم سطحي وإلا رميتكم بسلحي. ولما حبس عمر بن الخطاب ﵁ الحطيئة بسبب الزبرقان ثم عفا عنه، قال: إياك والشعر فأخرج لسانه وقال: ما لأولادي كاسب غيره «٣» . قال عمر: فلا تهجهم. فقال: إن لم أهجهم لم يفرقوني «٤» فلا يعطوني. قال: فاذهب فبئس الكسب كسبك. تعظيم الشعر مرّ الفرزدق بمؤدّب، وكان ينشد عليه صبيّ، قول الشاعر: وجلا السيول عن الطلول كأنّها ... زبر تجدّ متونها أقلامها «٥» فنزل وسجد فقال المعلم: ما هذا؟ فقال هذه سجدة الأشعار نعرفها كما تعرفون سجدة القرآن. ولما قدم أبو تمّام على الحسن بن رجاء، فأنشده قصيدته فيه حتى انتهى إلى قوله: لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حرب للمكان العالي «٦» قام قائما، وقال: والله ما سمعتها إلا وأنا قائم، لما تداخله من الأريحية فلما فرغ قال: ما أحسن ما جلوت هذه العروس. فقال أبو تمام: لو أنها من الحور العين لكان قيامك أوفى مهر لها.

1 / 107