مُدَّة الملثمين أنْشدهُ قصيدة مِنْهَا ... إِذا أَنا لم أبلغ بك الأمل الَّذِي ... قطعت بِهِ الْأَيَّام فالصبر ضائع ...
فَاعْتَذر لَهُ بالفتنة فَقَالَ إِن لم يكن مَا ارتقبته فَلْيَكُن وعد والتفات أتعلل بهما وَأعلم مِنْهُمَا أَنِّي فِي فكر الْأَمِير فالسكوت يطمس أنوار الآمال ويغلق أَبْوَاب الرَّجَاء
وَكَانَ قد حرضه على ابْن حمدين فَلَمَّا ظفر ابْن حمدين حصل فِي يَده أَيُّوب فَكَلمهُ بِكَلَام ألان بِهِ قلبه إِلَّا أَنه أمره أَن يغيب عَنهُ فَرَحل الى سرقسطة وملكها ابْن تيفلويت فَكتب إِلَى وزيره ابْن باجة ... يَا من بِهِ لَاذَ العفاة وَنَحْوه ... رقت الْأَمَانِي دلَّنِي مَا أصنع
إِن صنت وَجْهي عَن سُؤال مت من ... جوع ومثلي للورى لَا يخضع ...
فتسبب لَهُ فِي إِحْسَان من قبل الْملك على أَن يرحل عَن بلدهم فِرَارًا من هَذَا النّسَب فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أسعدنا بِهِ أَولا وأشقانا بِهِ آخرا
وَاتفقَ لَهُ فِي طَرِيقه أَن أكْرمه بدوي نزل عِنْده وَقد تخيل أَنه رَسُول من بعض مُلُوك الملثمين أَو مِمَّن يلوذ بهم فَلَمَّا أعلمهُ غُلَامه أَنه من بني أُميَّة هاج وَأخذ رمحه وَحلف أَن لَا يبْقى لَهُ فِي منزل فَقَالَ لغلامه إِذا سُئِلت عني فَقل إِنَّه من الْيَهُود فَإِنَّهُ أمشى لحالنا وَله من شعر
1 / 61