.. إِذا مَا بَدَت لي شمس النها ... ر طالعة ذَكرتني طروبا
عداني عَنْك مَزَار العدى ... وقودى إِلَيْهِم لهامًا مهيبا
أُلَاقِي بوجهي سموم الهجير ... إِذا كَاد مِنْهُ الْحَصَى أَن يذوبا ...
وأجنب فِي بعض غَزَوَاته وَقد دنا من وَادي الْحِجَارَة فَقَامَ إِلَى الْغسْل وفكره مَوْقُوف على الخيال الَّذِي طرقه فاستدعى ابْن الشمر وَقَالَ لَهُ
أجز ... شاقك من قرطبة الساري ... بِاللَّيْلِ لم يدر بِهِ الدَّارِيّ ...
فَقَالَ بديهة ... زار فَحَيَّا فِي ظلام الدجى ... أَهلا بِهِ من زائر زائري ...
فهاج اشتياقه لصاحبة الخيال فاستخلف على الْجَيْش وَرجع إِلَى قرطبة وَكَانَ مُولَعا بِالنسَاء وَلَا يتَّخذ مِنْهُنَّ ثَيِّبًا أَلْبَتَّة وكملت لذته بقدوم زرياب غُلَام إِسْحَاق الْموصِلِي
وَفِي مدَّته فِي سنة سبع وَمِائَتَيْنِ
أظهر الْعِصْيَان عَم أَبِيه عبد الله وعسكر بمرسية وَصلى الْجُمُعَة على أَن يخرج يَوْم السبت وَقَالَ فِي خطبَته اللَّهُمَّ إِن كنت أَحَق بِهَذَا الْأَمر من عبد الرَّحْمَن حفيد أخي فانصرني عَلَيْهِ وَإِن كَانَ هُوَ أَحَق بِهِ مني وَأَنا صنو جده فانصره عَليّ فَأمنُوا على دُعَائِهِ وَلم يستتم كَلَامه حَتَّى ضَربته الرّيح الْبَارِدَة فَسقط مفلوجًا فكمل النَّاس صلَاتهم بِغَيْرِهِ وافترق
1 / 47