161

Mughni al-Labib

مغني اللبيب

Baare

د. مازن المبارك / محمد علي حمد الله

Daabacaha

دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٥

Goobta Daabacaadda

دمشق

لِأَن إِلْقَاء الصَّحِيفَة والزاد فِي معنى ألْقى مَا يثقله وَالثَّالِث أَن يكون غَايَة لما قبلهَا إِمَّا فِي زِيَادَة أَو نقص فَالْأول نَحْو مَاتَ النَّاس حَتَّى الْأَنْبِيَاء وَالثَّانِي نَحْو زارك النَّاس حَتَّى الحجامون وَقد اجْتمعَا فِي قَوْله ٢٠٤ - (قهرناكم حَتَّى الكماة فَأنْتم ... تهابوننا حَتَّى بنينَا الأصاغرا) الْفرق الثَّانِي أَنَّهَا لَا تعطف الْجمل وَذَلِكَ لِأَن شَرط معطوفها أَن يكون جُزْءا مِمَّا قبلهَا أَو كجزء مِنْهُ كَمَا قدمْنَاهُ وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِك إِلَّا فِي الْمُفْردَات هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَزعم ابْن السَّيِّد فِي قَول أمرىء الْقَيْس ٢٠٥ - (سريت بهم حَتَّى تكل مطيهم ... وَحَتَّى الْجِيَاد مَا يقدن بأرسان) فِيمَن رفع تكل أَن جملَة تكل مطيهم معطوفة بحتى على سريت بهم الثَّالِث أَنَّهَا إِذا عطفت على مجرور أُعِيد الْخَافِض فرقا بَينهَا وَبَين الجارة فَتَقول مَرَرْت بالقوم حَتَّى بزيد ذكر ذَلِك ابْن الخباز وَأطْلقهُ وَقَيده ابْن مَالك بِأَن لَا يتَعَيَّن كَونهَا للْعَطْف نَحْو عجبت من الْقَوْم حَتَّى بنيهم وَقَوله ٢٠٦ - (جود يمناك فاض فِي الْخلق حَتَّى ... بائس دَان بالإساءة دينا) وَهُوَ حسن ورده أَبُو حَيَّان وَقَالَ فِي الْمِثَال هِيَ جَارة إِذْ لَا يشْتَرط فِي تالي الجارة أَن يكون بَعْضًا أَو كبعض بِخِلَاف العاطفة وَلِهَذَا معنوا أعجبتني الْجَارِيَة حَتَّى وَلَدهَا قَالَ وَهِي فِي الْبَيْت مُحْتَملَة انْتهى وَأَقُول إِن شَرط الجارة التالية مَا يفهم الْجمع أَن يكون مجرورها بَعْضًا أَو كبعض وَقد ذكر ذَلِك ابْن مَالك فِي بَاب حُرُوف الْجَرّ وَأقرهُ أَبُو حَيَّان عَلَيْهِ وَلَا يلْزم من امْتنَاع أعجبتني الْجَارِيَة

1 / 172