Mughamarat Caql Ula
مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا وبلاد الرافدين
Noocyada
يمنع النقص الحاصل في بداية النص من حصولنا على فكرة واضحة عن مطلع الأسطورة. وما إن يصبح النص واضحا حتى يبدأ الحديث عن خلق الإنسان وظهور خمس مدن إلى الوجود هي: إريدو، باديتيرا، لاراك، شروباك. وهي من أوائل المراكز الحضارية السومرية. بعد توزيع هذه المدن على مجموعة من الأبطال والملوك، يتشوه النص ويغيب معناه. وعندما يبدأ اللوح، نجد الآلهة وقد قررت إفناء البشر بواسطة طوفان يغمر الأرض. إلا أن بعض الآلهة تظهر عدم رضائها عن ذلك القرار؛ فهذه إنانا إلهة الحب والخصب تنوح وتبكي مصير البشر المفجع، وهذا إنكي إله الحكمة يخرج عن إجماع الآلهة ويأخذ على عاتقه إنقاذ بذرة الحياة على الأرض. يتصل إنكي بالملك زيوسودرا، وكان إنسانا تقيا صالحا، فيحدثه من وراء حجاب، كاشفا له نوايا الآلهة، شارحا له خطته لإنقاذ الحياة، والتي تتلخص في قيام زيوسودرا ببناء سفينة كبيرة لحمل الزمرة الصالحة من البشر وبعض الحيوانات. ورغم من أن المقاطع الواضحة من النص لا تشير إلى بناء سفينة، وهوية الناجين وعدد الحيوانات، إلا أن المقاطع الباقية تصف لنا السفينة أثناء الطوفان، وتحدثنا عن قيام زيوسودرا بذبح ثور وكبش قربانا للآلهة بعد نجاته. وهذا يدل على أنه حمل معه في السفينة بعض الحيوانات. وبعد انتهاء الطوفان يكافأ زيوسودرا على عمله بإعطائه نعمة الخلود وإسكانه في أرض دلمون، جنة السومريين. وهذه ترجمة للمقاطع الواضحة من الأسطورة:
1 «في ذلك الحين بكت ننتو
2
كامرأة في المخاض،
وإنانا المقدسة ناحت على شعبها.
إنكي فكر مليا، وقلب الأمر على وجهه.
آنو وإنليل وإنكي وننخرساج [...]
آلهة الأرض وآلهة السماء دعوا باسم آنو وإنليل.
في تلك الأيام زيوسودرا كان ملكا وقيما على المعبد،
قام بتقديم [قربان] عظيم،
Bog aan la aqoon