205

Mughamarat Caql Ula

مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا وبلاد الرافدين

Noocyada

المرأة تخلق من الرجل.

هذا ولعل أكثر المشابهات إثارة بين أسطورة التكوين التوراتية وبقية الأساطير في المنطقة، هي المشابهات مع الإينوما إيليش، مما سأتحدث عنه مفصلا فيما يأتي:

الفصل الخامس

ألواح التكوين السبعة وأيام التكوين السبعة

إضافة للاحتكاك الطويل مع الثقافات السورية المجاورة، فإن السبي البابلي قد قدم لليهود فرصة للاطلاع على آداب وديانة وأساطير ثقافة أرض الرافدين. وعندما عادوا إلى أورشليم، وقاموا بتدوين نصوص التوراة المتفرقة في كتاب جامع شامل، دخلت خبراتهم أيام السبي بشكل تلقائي وطبيعي فيما دونوه من نصوص. وكانت الإينوما إيليش، درة الأدب والفكر البابلي، عميقة التأثير فيهم. وسنعرض فيما يأتي أوجه التشابه بين التكوين البابلي والتكوين التوراتي. (1) طبيعة المبدأ الأول

المبدأ الأول في كلا النصين هو المياه. وانطلاقا من هذه المياه البدئية تتم كل عمليات الخلق. وهي أزلية غير مخلوقة؛ ففي النص البابلي هي جسد آلهة ثلاثة؛ أبسو وتعامة وممو، وفي النص التوراتي نجدها إلى جانب الإله دون أن يوضح لنا النص أيهما أقدم. (2) الظلام البدئي

يأتي النصان على ذكر الظلام البدئي، غير أن الإينوما إيليش لا تذكره بوضوح، بل يأتي ذكره صراحة في نص بيريسوس الذي يقول إنه في البدء لم يكن هناك سوى الظلام والماء. (3) الضوء قبل النجوم والأجرام السماوية المشعة

يقول النصان بوجود الضوء واختلاف الليل والنهار قبل خلق الأجرام السماوية؛ فالإينوما إيليش تتحدث عن وجود الأيام والليالي منذ عهد أبسو، عندما كان لا يستطيع النوم ليلا ولا الراحة نهارا، كما أن مردوخ نفسه كان يشع بالنور. وفي الفصل الأول من سفر التكوين يخلق الرب النور ويميز الليل من النهار قبل أن يخلق الأجرام المنيرة والنجوم والكواكب. (4) خلق السماء

يتفق النصان على أن السماء أتت نتيجة فصل المياه الأولى إلى قسمين. ففي النص البابلي يشطر مردوخ تعامة شطرين، ويرفع أحدهما سماء. وفي النص التوراتي: «وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد، وكان ذلك . ودعا الرب الجلد سماء.» (5) خلق الأرض

قام مردوخ بقياس أبعاد الأبسو وأقام لنفسه نظيرا له بناء هائلا دعاه عيشارا؛ أي الأرض. ولقد صنع ذلك بنصف تعامة الآخر. كذلك الأمر في سفر التكوين التوراتي، فبعد أن يرفع الرب نصف المياه الأولى إلى الأعلى، تتجمع المياه السفلى إلى جانب مشكلة البحار، وتظهر الأرض منبثقة من تحتها: «وقال الرب لتتجمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد، ولتظهر اليابسة، ودعا الرب اليابسة أرضا، ومجتمع المياه دعا بحرا.» (6) خلق الأجرام المنيرة

Bog aan la aqoon