Mughamarat Caql Ula
مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا وبلاد الرافدين
Noocyada
وقال الرب ليكن جلد (قبة السماء) في وسط المياه، وليكن فاصلا بين مياه ومياه. فعمل الرب الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد، وكان ذلك. ودعا الرب الجلد سماء. وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا.
وقال الرب لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة، وكان كذلك. ودعا الرب اليابسة أرضا، ومجتمع المياه دعاه بحرا، ورأى الرب ذلك أنه حسن. وقال الرب لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا، وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الأرض، وكان كذلك فأخرجت الأرض بقلا وعشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسه، وشجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه، ورأى الرب ذلك أنه حسن. وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا.
وقال الرب لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون أنوارا في جلد السماء لتنير على الأرض، وكان كذلك. فعمل الرب النورين العظيمين، النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل، والنجوم جعلها الرب في جلد السماء لتنير على الأرض. ولتحكم على النهار والليل. ولتفصل بين النور والظلمة، ورأى الرب ذلك أنه حسن. وكان مساء وكان صباح يوما رابعا.
وقال الرب لتفض المياه زحافات ذات نفس حية، وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء. فخلق الرب التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها، وكل طائر ذي جناح كجنسه، ورأى الرب ذلك أنه حسن. وباركها الرب قائلا أثمري واكثري واملئي المياه في البحار، وليكثر الطير على الأرض. وكان مساء وكان صباح يوما خامسا.
وقال الرب لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها، بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها وجميع دبابات الأرض كأجناسها، ورأى الرب ذلك أنه حسن. وقال الرب نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض. فخلق الرب الإنسان على صورته، على صورة الرب خلقه، ذكرا وأنثى خلقهم. وباركهم الرب وقال لهم أثمروا واكثروا واملئوا الأرض وأخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض. وقال الرب إني أعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه الأرض، وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما. ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية أعطيت عشبا أخضر طعاما، وكان كذلك. ورأى الرب كل ما عمله فإذا هو حسن جدا، وكان مساء وكان صباح يوما سادسا.»
الإصحاح الثاني: «فأكملت السموات والأرض وكل جندها. وفرغ الرب في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الرب اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الرب خالقا.
هذه مبادئ السموات والأرض حين خلقت، يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات، كل شجر البرية، ولم يكن بعد في الأرض، وكل عشب البرية لم ينبت بعد؛ لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض، ولا كان إنسان يعمل على الأرض، ثم كان ضباب يطلع من الأرض ويسقي كل وجه الأرض. وجبل الرب آدم ترابا من الأرض ونفخ في أنفه نسمة الحياة، فصار آدم نفسا حية. وغرس الرب الإله جنة من عدن شرقا، ووضع هناك آدم الذي جبله. وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر. وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رءوس؛ اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب، وذهب تلك الأرض جيد، هناك المقل وحجر الجزع. واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش. واسم النهر الثالث حداقل، وهو الجاري شرقي آشور. والنهر الرابع الفرات. وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها.»
يقتفي التكوين التوراتي أثر أساطير التكوين السومرية والبابلية والكنعانية في خطوطه العامة وفي تفاصيله. فالحالة البدائية السابقة للخلق حالة عماء مائي، وظلمة سرمدية. ومن هذه المياه تم التكوين، حيث يقوم يهوه بتقسيم المياه إلى قسمين؛ رفع الأول إلى السماء، وترك الثاني في الأسفل فصار بحارا منها برزت اليابسة. وعلى هذه اليابسة تابع يهوه أفعاله الخلاقة، فأخرج النبت والمرعى والشجر المثمر، وخلق الحيوان. وفي السماء خلق الشمس والقمر والنجوم، وفي البحر خلق الحيوانات المائية، وفي الجو خلق الطير، وأخيرا خلق الإنسان.
وإذا كان صراع يهوه مع التنين البدئي لم يظهر في هذه الأسطورة كمقدمة للخلق، كما هو الشأن في أسطورة التكوين البابلية، فإن مثل هذا الصراع يظهر في نصوص أخرى تتحدث عن أفعال يهوه الخلاقة. وفيها نجده قبل الخلق وقد انهمك في الصراع مع تنينه لوياتان. من ذلك مثلا المزمور الرابع والسبعون: «أنت شققت البحر بقوتك، كسرت رءوس التنانين على المياه، أنت رضضت رءوس لوياتان، جعلته طعاما للشعب، لأهل البرية. أنت فجرت عينا وسيلا، أنت يبست أنهارا دائمة الجريان. لك النهار ولك الليل أيضا. أنت هيأت النور والشمس. أنت نصبت كل تخوم الأرض. الصيف والشتاء أنت خلقتهما.»
على أن القراءة المتأنية لنص التكوين التوراتي تظهر لنا تناقضا واضحا في أحداثه. ففي البدء خلق الرب السموات والأرض، ثم نجده يخلقهما مرة ثانية بفصل المياه عن بعضها. ومرة نجده يخلق البشر دفعة واحدة: «ذكرا وأنثى خلقهم وباركهم الرب وقال لهم أثمروا واكثروا واملئوا الأرض»، وفي المرة الأخرى يخلق الرب الإنسان بدءا من زوجين أوليين مقتفيا بذلك أثر الأساطير البابلية والسومرية: «جبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ...» وفي الواقع فإن هذا النص، ونصوصا أخرى كثيرة في التوراة، قد كتبت بعد التوفيق بين روايتين. دعا علماء التوراة الرواية الأولى بالرواية اليهوية، والثانية بالرواية الإلوهيمية. في الرواية الأولى يظهر الإله تحت اسم يهوه، وفي الثانية تحت اسم إيلوهيم.
Bog aan la aqoon