Mughamarat Caql Ula
مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا وبلاد الرافدين
Noocyada
وإذا كانت الآتونية قد أعطت اليهودية دفعتها الأولى، فإن المناخ الثقافي الذي نمت فيه وترعرعت، فيما بعد، وأعني به الثقافة السورية المجاورة، كان له أكبر الأثر في تشكلها وتطورها البطيء. وقد كتب التوراة عبر مسافة زمنية تبدأ في القرن العاشر قبل الميلاد، وتنتهي في القرن الأول؛ فالأسفار الخمسة الأولى قد كتبت على مدى ثلاثة قرون ابتداء من القرن العاشر، أما آخر أسفار التوراة، وهي سفر المكابين الأول، وسفر المكابين الثاني، فقد حررت خلال القرن الأول قبل الميلاد. والتوراة هو المأثرة الثقافية الوحيدة للشعب اليهودي.
ومع هذا التطور البطيء تطورت فكرة اليهود عن الإله. وكان على إلههم يهوه أن ينتظر طويلا قبل أن ينتقل من مجرد إله خاص بشعب إسرائيل، يصارع ويقارع آلهة الشعوب الأخرى للحفاظ على وحدانيته لدى شعبه المختار، إلى إله مطلق للعالم. فآيات التوراة تتحدث عن يهوه دائما كأعظم الآلهة شأنا: «والبيت الذي أنا بانيه عظيم لأن إلهنا أعظم من جميع الآلهة.»
13
ويهوه نفسه على ما يبدو كان إلها كنعانيا؛ فقد وجدت في أرض كنعان عام 1931م بعض المكتشفات؛ قطع من الخزف من بقايا عصر البرونز، مكتوب عليها اسم إله هو ياه أو ياهو. كما نسمع الإله إيل يقول في بعض ألواح أوغاريت: اسم ابني ياو. وهذا الإله ربما حمله العبرانيون معهم إلى مصر، وعادوا به وقد اختلط بالإله آتون بعد هربهم من هناك، أو طردهم.
14
وفي أسفار التوراة الأولى نجد أن اليهود ينادون إلههم باسم إيل، وهو رب الأرباب عند الكنعانيين والآراميين وإله السماء. نقرأ في سفر التكوين: «وبكر يعقوب في الصباح وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودا، وصب زيتا على رأسه، ودعا المكان بيت إيل ... وهذا الحجر الذي أقمته يكون بيت الرب.»
15
وفي مكان آخر نقرأ: «فأتى يعقوب إلى لوز التي في أرض كنعان هو وجميع القوم الذين معه، وبنى هناك مذبحا ودعا المكان بيت إيل؛ لأنه هناك ظهر له الرب حين هرب من وجه أخيه.»
16
هذا ونجد اسم إيل في كثير من أسماء الأعلام اليهودية مثل؛ رعوئيل، إسماعيل، إسرائيل ... إلخ. وهي أسماء مركبة؛ رعو-إيل، إسماع-إيل، إسرا-إيل.
Bog aan la aqoon