Mughalatat Mantiqiyya
المغالطات المنطقية: فصول في المنطق غير الصوري
Noocyada
time-lapse sample .
يميل الناس كثيرا إلى التحيز في أخذ العينة، إما بسبب ميلهم (عمدا أو غير عمد) إلى التماس العينات التي توافق نظريتهم، وإما بسبب الرعونة والكسل والاستسهال الذي يدفعهم إلى انتقاء ما هو موات قريب المأخذ ويصرفهم عن بذل العناء والوقت من أجل استخلاص عينة صحيحة. •••
هب أن لديك دلوا به كريات من البلي حمراء وخضراء وصفراء وبيضاء، إن عينة مكونة من ثلاث كريات من المحال أن تمثل المجموعة الكلية أيا كان عددها، وفي المقابل، هب أن لديك قدرا ضخما من الحساء أو من المعكرونة قيد الطبخ، إن بإمكانك الحكم على ملوحة الحساء بتذوق ملعقة واحدة، وبإمكانك الحكم على درجة نضج المعكرونة بتذوق واحدة منها، ذلك أن التجانس تام في هاتين المجموعتين بحيث تكفي عينة مكونة من فرد واحد للحكم على الكل، كذلك الحال بإزاء مجموعة كبيرة من الفئران المستنسخة التي يكاد كل فرد منها يطابق الآخر مطابقة تامة، لعلك الآن قد تبينت الصعوبة الكامنة في تحديد كم العينة التي تعد كافية لتمثيل مجتمع من المجتمعات أو مجموعة من المجموعات، والذي قد يتطلب تقنيات إحصائية ورياضية معقدة، ويبقى رغم ذلك أمرا غير يقيني ويهيب بملكة الحكم لدينا وربما باعتقاداتنا المسبقة عن أفراد المجموعة المعنية.
ويزداد الأمر تعقيدا عندما نكون بإزاء مجموعة ضخمة مترامية الأطراف متعددة الأطياف غير متجانسة، هنالك يتطلب الأمر شرطا آخر بالإضافة إلى حجم العينة: أن تكون «ممثلة كيفيا» أي عشوائية وطبقية تتوزع بالقسطاس على المجموعة المفحوصة بحيث تمثلها بكل نواحيها وأرجائها، إن ثمانية شبان متحلقين على طاولة في مقهى أرستقراطي لا يمكن أن يكونوا عينة كافية لتحديد الميول السياسية داخل بلد بأكمله، تلك عينة غير كافية من جهة، وغير عشوائية ولا طبقية من جهة أخرى.
من الأمثلة التاريخية الصارخة لعينة غير موفقة، لا بسبب صغرها بل بسبب تحيزها وعدم تمثيلها للمجتمع الأصلي، ذلك الاستطلاع الذي قامت به مجلة
Literary Digest
قبيل الانتخابات الأمريكية عام 1936م لمحاولة التنبؤ بمن يفوز بالرئاسة فرانكلين روزفلت أم ألفرد لاندون، حيث تم جمع مليونين وثلاثمائة ألف رأي، كانت نتيجتها تشير إلى فوز لاندون بأغلبية كبيرة، وقد جاءت نتيجة الانتخابات الفعلية مخيبة لهذا الاستطلاع إذ فاز روزفلت بأغلبية ستين بالمائة، فأين كان يكمن الخطأ؟!
كانت المجلة ترسل بطاقات الاستطلاع إلى أسماء اختارتها عشوائيا من واقع دليل التليفونات ومن قوائم المشتركين في المجلة نفسها ومن قوائم مالكي السيارات، المشكلة أن مالكي الهواتف والسيارات ومشتركي المجلة كانوا في الأغلب من الطبقة الأعلى دخلا بالولايات المتحدة، ومن ثم فهي لم تمثل الطبقات الأدنى دخلا من المجتمع الأمريكي في زمن كان فيه مستوى الدخل ذا صلة قوية بالميول السياسية والحزبية، ومن ثم، فعلى الرغم من ضخامة العينة المختارة فإنها كانت «عينة متحيزة»
biased sample «غير ممثلة»
unrepresentative
Bog aan la aqoon