227

Mughalatat Mantiqiyya

المغالطات المنطقية: فصول في المنطق غير الصوري

Noocyada

بل ذهب بعضهم إلى ضرورة «تحسين النسل » (اليوجينيا

eugenics ) لاجتثاث التفاوت من المنبع ... من البيولوجيا!

من السخرية أن البروكرستية يمكن أن تبلغ مأربها وتشفي صدرها ب «المساواة في الجهل» بقدر ما تشفيه ب «المساواة في العلم»، وأن تقضي وطرها بالإساءة بقدر ما تقضيه بالإحسان! إن مذهب المساواة هو عماد الرفاه، وعماد الضنك أيضا، ما لم يستبدل به مبدأ آخر من مبادئ الواجب.

يذهب أنتوني فلو إلى أن مثل المساواة في الحرية وتكافؤ الفرصة لا تتفق مع مثل المساواة في الحال المعيشية أو في النتيجة (وهي البروكرستية الحقيقية)، يبدو أن هناك توترا معينا بين بعض القيم التي نصبو إليها ونود أن نحققها جميعا، بحيث إن الترتيبات الاجتماعية التي تدعم إحداها من شأنها بالضرورة أن تنال من الأخرى: ثمة توتر بين «العدل» و«الكفاية الاقتصادية»، وتوتر بين «المساواة» (في الحال) و«الحرية»! ويبقى أن نختار القيمة الأكثر أهمية للمجتمع والأولى من ثم بالتحقيق.

3

تقوم الفكرة الديمقراطية على أن الناس سواسية قانونيا وسياسيا، صحيح أنهم خلقوا غير سواسية في المواهب الطبيعية، إلا أن هذا التفاوت ليس حجة على المساواة وإنما هو حجة لها، فالمساواة أمام القانون ليست حقيقة موضوعية ولا قانونا طبيعيا، إنما هي مطلب سياسي قائم على قرار أخلاقي، ولا علاقة لها البتة بالنظرية القائلة بأن الناس ولدوا سواسية بالطبيعة، بل إن المساواة «في الفرصة» هي التي تضمن وترعى التفاوت العقلي بين بني البشر؛ لأن مساواة الفرصة تضمن للمواهب الفردية حق التميز والنمو، وتحمي أصحاب المواهب من أن ينالهم اضطهاد ممن يقلون عنهم موهبة.

في رواية «ثيسيوس» لأندريه جيد يقول ثيسيوس بعد أن أسهب في تبيين طريقته في فرض المساواة: «وقد استمع بيريتوس لهذه الخطبة التي ألقيتها على السادة، فقال لي إنها خطبة رائعة، ولكنها سخيفة، وكان يعلل ذلك بأن المساواة بين الناس ليست طبيعية بل ليست شيئا يبتغى، فمن العدل أن يتفوق الأخيار على طغام الناس بما تخولهم الفضيلة من امتياز، وهؤلاء الطغام إذا لم تثر بينهم التنافس والتزاحم والغيرة ظلوا هامدين خامدين أشبه شيء بالماء الراكد الآسن، فليس لهم بد من حافز إلى العمل ... وسواء أردت أم لم ترد فإن هذه التسوية الأولى التي تطمح إليها وهي تكفل للناس جميعا تكافؤ الفرص ليسعوا إلى الحياة من مستوى واحد، ستنتهي قطعا إلى اختلاف والتفاوت، فتنشأ طبقات تتأثر بما يتمايز الأفراد به من الكفاية وحسن البلاء، ستنشأ طبقة العامة الشقية والأرستقراطية السعيدة.»

وفي كتابه الكلاسيكي «نظرية في العدل»

a theory of justice

يطرح جون رول

Bog aan la aqoon