Mufradat Alfaz al-Qur'an
مفردات ألفاظ القرآن
Tifaftire
صفوان عدنان الداودي
Daabacaha
دار القلم
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٢ هـ
Goobta Daabacaadda
الدار الشامية - دمشق بيروت
السَّلَامُ اسم من أسماء الله تعالى «١»، وكذا قيل في قوله: لَهُمْ دارُ السَّلامِ [الأنعام/ ١٢٧]، والسَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
[الحشر/ ٢٣]، قيل: وصف بذلك من حيث لا يلحقه العيوب والآفات التي تلحق الخلق، وقوله: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ [يس/ ٥٨]، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ [الرعد/ ٢٤]، سلام على آل ياسين «٢» كلّ ذلك من الناس بالقول، ومن الله تعالى بالفعل، وهو إعطاء ما تقدّم ذكره ممّا يكون في الجنّة من السّلامة، وقوله: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلامًا
[الفرقان/ ٦٣]، أي: نطلب منكم السّلامة، فيكون قوله (سلاما) نصبا بإضمار فعل، وقيل: معناه: قالوا سَلَامًا، أي: سدادا من القول، فعلى هذا يكون صفة لمصدر محذوف. وقوله تعالى: إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلامًا قالَ سَلامٌ [الذاريات/ ٢٥]، فإنما رفع الثاني، لأنّ الرّفع في باب الدّعاء أبلغ «٣»، فكأنّه تحرّى في باب الأدب المأمور به في قوله: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها [النساء/ ٨٦]، ومن قرأ سلم «٤» فلأنّ السّلام لمّا كان يقتضي السّلم، وكان إبراهيم ﵇ قد أوجس منهم خيفة، فلمّا رآهم مُسَلِّمِينَ تصوّر من تَسْلِيمِهِمْ أنهم قد بذلوا له سلما، فقال في جوابهم: (سلم)، تنبيها أنّ ذلك من جهتي لكم كما حصل من جهتكم لي. وقوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا
[الواقعة/ ٢٥- ٢٦]، فهذا لا يكون لهم بالقول فقط، بل ذلك بالقول والفعل جميعا. وعلى ذلك قوله تعالى: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [الواقعة/ ٩١]، وقوله:
وَقُلْ سَلامٌ [الزخرف/ ٨٩]، فهذا في الظاهر أن تُسَلِّمَ عليهم، وفي الحقيقة سؤال الله السَّلَامَةَ منهم، وقوله تعالى: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ [الصافات/ ٧٩]، سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ [الصافات/ ١٢٠]، سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ [الصافات/ ١٠٩]، كلّ هذا تنبيه من الله تعالى أنّه جعلهم بحيث يثنى
(١) انظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص ٥٣، والمقصد الأسنى للغزالي ص ٤٧.
(٢) سورة الصافات: آية ١٣٠، وهي قراءة نافع وابن عامر ويعقوب. انظر: الإتحاف ص ٣٧٠.
(٣) قال ابن القيم: إنّ سلام الملائكة تضمّن جملة فعلية، لأنّ نصب السلام يدل على: سلمنا عليك سلاما، وسلام إبراهيم تضمن جملة اسمية، لأن رفعه يدل على أن المعنى: سلام عليكم، والجملة الاسمية تدل على الثبوت والتقرر، والفعلية تدل على الحدوث والتجدد، فكان سلامه عليهم أكمل من سلامهم عليه. انظر: بدائع الفوائد ٢/ ١٥٧.
(٤) وهي قراءة حمزة والكسائي. انظر: الإتحاف ص ٣٩٩.
1 / 422