96

Mudkhal Kabir

Noocyada

وأما الثالث الذي يحيط علما بدلالات النجوم عليه ويعلم كمية وكيفية الشيء المدلول عليه فهو دلالاتها على معرفة الأجناس والأنواع الموجودة وعلى حالات الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض وتغييرها وعلى ابتداء كون كل شخص وفساده وحالاته وكيفياته التي يمكن معرفة مثلها من ظاهر قوى حركات الكواكب فهذا قصد صاحب هذه الصناعة

ولاختصر قولي أقول إن للكواكب حالات وحركات وقوى مختلفة ولكل حال منها دلالة على شيء من الأشياء ئلا إلا أن بعض دلائلها تكون ظاهرة على أشياء يمكن وجودها والإحاطة بها وبعضها تكون لطيفة بعيدة على أشياء غامضة لا يمكننا معرفتها ولا الإخبار عنها فما كان من دلائل الكواكب لطيفة بعيدة على أشياء غامضة لا يمكننا معرفتها للطافتها وغموضها فليست بنا حاجة إلى معرفتها في هذه الصناعة وإنما يستعمل في هذه الصناعة من دلالات الكواكب ما يمكننا معرفتها ووجودها والإخبار عنها وعن الأشياء المدلول عليها وقياس ذلك أنا نعلم أن بتحو يل الشمس في أرباع الفلك يكون انتقال الزمان من طبيعة إلى أخرى وأن بسيرها في كل برج وفي كل درجة يتغير الزمان من حال إلى حال وكيفية ذلك التغيير في الزمان ظاهر وعلم دلالاتها على ما ذكرنا من تغيير الزمان معلوم موجود

Bogga 238