فإذا قارنت الشمس زحل وتمازجا بكيفيتين كان ما ينال زحل من فساد الاحتراق بها وما ينال الشمس من منحسة زحل قليلا وإن تمازجا بكيفية واحدة كانت حال كل واحد منهما من صاحبه من الفساد أكثر من الأول إلا أن الشمس تكون أقوى من زحل فإذا اجتمع على زحل مع الاحتراق فساد موضعه من برجه كالهبوط ونحوه وردائة الحال من مواضع الفلك ومازج الشمس بكيفية واحدة كان مفرطا في الفساد ضعيفا
فأما المريخ فإنه إذا كان تحت شعاع الشمس فإنها تحرقه إلا أنه ينحسها أكثر من منحسة زحل لها لأن المريخ ربما مازجها عند الاحتراق بكيفية واحدة وربما لم يمازجها بشيء من الكيفيات فإذا تمازجا كان أقل لفسادهما وإنما يكون تمازجهما إذا كانا حار ين رطبين أو كان أحدهما حارا رطبا فأما إذا كانا حار ين يابسين فإنهما لا يتمازجان ويكون أكثر لفساد كل واحد منهما من صاحبه إلا أن ما ينال المريخ من فساد الاحتراق بالشمس أكثر مما ينالها من منحسته
فأما عطارد فإن ما يناله من فساد الاحتراق بالشمس أقل مما ينال غيره من الكواكب وذلك لقربه منها وللعلة التي ذكرناها قبل وإنما يكون ذلك إذا كان مستقيما فأما إذا كان راجعا فإن ما ينال من ضرر الاحتراق أكثر وإذا كان في وقت كينونته تحت شعاعها منحوسا نال الشمس طرفا من نحوسته وإن كان مسعودا نالها شيء من سعادته لأن عطارد يقبل من السعود والنحوس طبيعتها ويؤديها إليها
Bogga 754