وأما الحيز فأن يكون الكوكب الذكر بالنهار فوق الأرض وبالليل تحت الأرض في برج ذكر وإن كان أنثى يكون بالنهار تحت الأرض وبالليل فوق الأرض في برج أنثى إلا المريخ وحده فإنه يخالف ما ذكرنا فإذا كان الكوكب على هذه الحال كان في حيزه وكان قوي الطبيعة دالا على الاعتدال والصلاح فإن نقص بعض ما ذكرنا نقص عن طبيعة الاعتدال وإن خالف هذا كله كان في خلاف حيزه ودل على الفساد وعلى خلاف الاعتدال الفصل الثاني في حالات الكواكب من الشمس أمامها وخلفها
إن للكواكب من الشمس حالات مختلفة على قدر قربها منها أو بعدها عنها فأما زحل والمشتري والمريخ فمن وقت مفارقتها الشمس إلى أن يقابلها دقيقة بدقيقة فهي متيامنة منها ومن وقت مقابلتها إلى أن يقارنها هي متياسرة عنها وأما الزهرة وعطارد فمن عند مفارقتهما الشمس وهما راجعان في ناحية المشرق إلى أن يستقيما ويسرعا ويلحقا الشمس ويقارناها فهما متيامنان منها ومن بعد مفارقتهما إ ياها وهما مستقيمان إلى ناحية المغرب إلى أن يقيما في المغرب ويرجعا وتلحقهما الشمس ويجتمعا معها فهما متياسران عنها وأما القمر فمن وقت مفارقته لها إلى أن يقابلها هو متياسر منها فإذا جاز استقبالها إلى أن يقارنها هو متيامن عنها إلا أن لها منها حالات مختلفة
فأما الثلاثة العلوية فإن لها منها سبع عشرة حالا فأما الأولى فهي اجتماع الكواكب مع الشمس في دقيقة واحدة وإذا كان الكوكب قبل حقيقة الاجتماع أو بعدها بست عشرة دقيقة فإنه يقال له صميمي وإنما جعل لها هذه الدقائق لأن مقدار فلك الشمس اثنتان وثلاثون دقيقة بالتقريب فجعل ذلك نصفين وأكثر ما يبلغ مقدار فلك الشمس قريب من أربع وثلاثين دقيقة فإذا كان بين الكواكب والشمس من الدقائق دون مقدار نصف فلكها أو مثله في وقته ذلك في إحدى الناحيتين كانت صميمة دالة على السعادة
Bogga 724