308

ثم الطبيعة الرابعة البلغم وهي بارد رطب وله من الجهات الشمال ومن الرياح الشمال ومن الأزمنة الشتاء ومن البروج الجدي والدلو والحوت ومن أرباع الفلك من وتد الأرض إلى الطالع ومن النهار والليل الربع الرابع ومن أسنان الإنسان الشيخوخة الفصل الثاني والثلاثون في علة أرباع اليوم الواحد والليلة الواحدة وساعاتها الأربع والعشرين

إنا لما أردنا معرفة فصول اليوم والليلة الواحدة احتجنا أن نحدهما ونحد السنة الواحدة أيضا لأن الأيام والليالي هي أجزاء السنة فإذا عرفنا حد السنة وفصولها تبين لنا فصول اليوم الواحد والليلة الواحدة لأنه إذا لزم الكل شيئا من الأشياء لزم الجزء مثله

فأما اليوم الواحد والليلة الواحدة فإنما هو من وقت طلوع الشمس علينا من الأفق المشرقي وإدارة الفلك الأعلى لها إلى أن يعيدها إليه والسنة الواحدة إنما هي من ابتداء حركة الشمس من بعض مواضع الفلك وقطعها للبروج الاثني عشر وعودها إلى موضعها الذي كانت فيه وهو على طبيعة الأركان الأربعة التي هي الهواء والنار والأرض والماء

فكما أن الأركان أربعة فكذلك فصول السنة الواحدة أربعة وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء فالربيع حار رطب على طبيعة الهواء والصيف حار يابس على طبيعة النار والخريف بارد يابس على طبيعة الأرض والشتاء بارد رطب على طبيعة الماء

وكما أن كل ركن من هذه الأركان الأربعة له ابتداء ووسط ونهاية فكذلك كل فصل من فصول السنة الواحدة له ابتداء ووسط ونهاية فيكون لكل فصل من فصول السنة ثلاثة أحوال والفصول أربعة فإذا ضربنا أحوال زمان الفصل الواحد وهي ثلاثة في فصول السنة الأربعة كان ذلك اثني عشر كل واحد منها يسمى شهرا فتصير السنة الواحدة اثني عشر شهرا كل ثلاثة أشهر منها على طبيعة فصل من الفصول السنة

Bogga 706