166

Mudkhal Kabir

Noocyada

فإذا أردنا أن نعلم أسعد هذه الثلاثة وأقواها فوجدنا الزهرة وعطارد أسفلين وأكثر ما يكون بعد الزهرة عن الشمس سبعة وأربعون درجة ودقائق وبعد عطارد سبعة وعشرون درجة ودقائق ووجدنا عطارد أكثرها احتراقا ووجدنا المشتري علو يا يبعد عن الشمس مائة وثمانين درجة ووجدنا للمشتري خاصيتين قو يتين ليستا للزهرة ولا لعطارد فأما الخاصية الأولى فإنه علوي وأما الخاصية الثانية فإنه يتباعد عن الشمس مائة وثمانين درجة فلما وجدنا له هاتين الفضيلتين علمنا أنه أسعد الثلاثة وأما الزهرة فإنها فوق عطارد وبعدها من الشمس أكثر من بعده وهي أقل احتراقا ورجوعا منه فصارت الزهرة بعد المشتري في السعادة وفوق عطارد فمن هذه الجهة علموا أي كوكب منها السعد وأيها النحس وأيها الممتزج وإن الشمس أسعد الكواكب ثم بعدها القمر ثم المشتري ثم الزهرة ثم عطارد وإن زحل أنحس من المريخ وإن لكل واحد منها خاصية في الدلالة على السعادة والنحوسة ليست لغيره من الكواكب

فأما كثير من الأوائل فزعموا أنهم إنما عرفوا السعود والنحوس بالتجارب وهذه السعودة والنحوسة التي للكواكب قد تختلف لأن زحل والمريخ وإن كانا نحسين لفعلهما الحر المفرط والبرد المفرط في بعض المواضع فإنه يحدث من فعلهما في غير ذلك الموضع الاعتدال فيصيران في طبع السعود للقوم الذين يعتدل هواؤهم والسعود وإن فعلت الاعتدال في فصول السنة فصارت سعودا بسببها فإنها ربما صارت لها حالات مختلفة فتصير في طبع النحوس بحالاتها تلك لأن الكوكب في وقت واحد قد يتحرك وينتقل بحركته من موضع إلى موضع ويسامت موضعا من المواضع ويصعد في بعض أفلاكه ويهبط في آخر وتختلف حالاته اختلافا كثيرا طبيعيا كنحو ما ذكرناه وما نذكره

Bogga 390