16

Mudkhal Kabir

Noocyada

فأما الأطباء والمنجمون فإن صناعتهم كلية لأنها تستعمل كل الأنواع الموجودة وإنما عرف هؤلاء علم صناعتهم بكنهها بما ظهر لهم من فعل الكواكب في الطبائع وفعل الطبائع في الأشخاص المفردة وبالقياس بما وجدوه على ما غاب عنهم من سببه إلا أن علم النجوم أشرف وأعلى وأجل من علم الطب لأن الأطباء ئنما إنما يستدلون على الصحة والعلل والأمراض وحالاتها من قبل الطبائع وتركيبها وامتزاجها وتأليف القوى التي في الحيوان والشجر والمعادن فأما المنجمون فإنما يستدلون على ما يكون ويحدث في هذا العالم بحركات الكواكب وفعلها في هذه الطبائع وتغييرها أو نقلها إ ياها من حال إلى حال فالكواكب بحركاتها علة لتغيير الطبائع والطبائع تتغير بحركات الكواكب والمنجم يستدل بالكواكب وبقوى أفاعيلها في الطبائع والطبيب يستدل بقوى الطبائع وتغييرها وانتقالها من حال إلى حال وإنما يكون تغيير الطبائع وانتقالها بفعل الكواكب فيها فصناعة النجوم إذا أعلى من صناعة الطب ومن جميع الصناعات ومما يستدل به أيضا على شرف صناعة النجوم أن صناعة النجوم صناعة علوية وموضوعها الكواكب التي لا تتغير ولا تقبل الكون والفساد إلى الوقت الذي يشاء الله

Bogga 70